فاطمه المعدول .. وعي نادر
الحديث عن الكاتبة الكبيرة الأستاذة فاطمة المعدول ليس صعبا إنما تنساب الكلمات والتعبيرات، فهي الشخصية المميزة و كاتبة الأطفال الكبيرة و أبرز من أدار ثقافة الطفل.
قرأت لفاطمة المعدول عشرات النصوص، نصها السهل الممتنع، كتابة جديدة ليست إعادة كتابة. قصصها بسيطة غيرمتكلفة فيها القيم الانسانية والتقويم السلوكي دون فجاجة أو تصريح.
كلماتها تدخل عقلية الطفل فتومض الفكرة في عقله كنجمة مضيئة تجعله يفكر ويسأل. وتملأ خياله فتتحول إلى زهرة لها لون ورائحة .
استمعت لها تحكي للأطفال قصصها في معرض الكويت للكتاب في ورشة حكي للأطفال" صوتها فيه نغمة حنونة رنانة، خامة صوتية تحيرك هل هي طفلة أم جدة؟
الأطفال على اختلاف جنسياتهم مشدوهون لها وقد انجذبت حواسهم لصوتها وحركة يدها وأسلوبها المميز.
وكأنها في أثناء الحكي تؤدي مسرحية مونو دراما للأطفال.
والمعروف أنها خريجة الفنون المسرحية ،عملت في الادارة الثقافية في الثقافة الجماهيرية ،تحديدا في قصر ثقافة الطفل وهي أبرز مدير عام لقصر ثقافة الطفل، قدمت نموذجا بداية من ترشيح المواهب واختيارها سواء في الكتابة أو الرسم أو التمثيل وغيرها من المواهب الابداعية وقدمت المسرحيات والكتب والفعاليات الثقافية واعتمدت على العمل بروح الفريق ونشرت مايسمى بالكتاب النموذج وقدمت الورش الابداعية . واهتمت بالمسئولية الاجتماعية سواء بإشراك ذوى الاحتياجات الخاصة مسرحيا (مسرح المعاقين) أو الاهتمام بتوفير اصدارات مركز ثقافة الطفل لدور الايتام ومراكز الرعاية.
حين تتناقش معها في تنظيم حفل للأطفال أو ورشة تكتشف أنها خبرة كبيرة.
تعرفت في السنوات الست السابقة عن قرب بالأستاذة فاطمة فهي شخصية واعية من نوع نادر ،تستطيع أن تكتشف أعمق سمة من سمات الشخص الذي تتعرف عليه وتبني عليه تصور لسبب سلوكه وتدرك بسرعة مشاعره وتصنفها، تطلق عليه وصف واضح أو اسم قد يفضحه أو يكشفه لكنه في عمق الصواب. فإما تربكه فينزوي بعيدا لكن غالبا يكون صديقا لها تسمعه بكل ود وتهديه حكاياتها وفكرتها وخبرتها في الحياة، لها وعي نادر.
تكريم الأستاذة فاطمة المعدول ، حدث يبهجني ككاتب وكأحد مديري مشاريع النشر والادارة الثقافية، تحية لها ولأسرتها العزيزة أقدر تجربتها وأقدر مسيرتها.
مع كل التمنيات بالتوفيق.
صالح الغازي
كاتب وشاعر مصري
صحيفة الجمهورية
ينايلر2025
تعليقات
إرسال تعليق