المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 23, 2024

كأن المدينة لم تُصمم لغريب/ قراءة في رواية "الباص" د.رحاب ابراهيم

  الكتابة فعل شجاع , شجاعة الكشف والوقوف بصدق أمام المشاعر والأفكار  لكن هذه الرواية إضافة للشجاعة الأساسية لفعل الكتابة , فيها شجاعة طرح موضوع ليس من السهل تناوله. جرى العرف في السابق الإشارة لمنطقة الخليج في الروايات في مصر وأحيانا أيضا في الأفلام دون تسمية البلد ربما لاعتبارات سياسية أو مجتمعية محدودة وضيقة وقتها لم يكن الحراك الثقافي والمجتمعي قد خضع لعولمة وسائل التواصل الافتراضية والتي فرضت رؤية أشمل للمجتمعات في صورة تفاصيل حياتية دقيقة خضع المغترب لتصنيفات مجحفة سواء في البلد التي قدم منها والتي ينظر له فيها على أنه شخص تخلى عن مجتمعه وعاداته مقابل الرفاهية المادية , وفي البلد التي جاء ليعيش فيها باعتباره مجرد نتوء في نسيج المجتمع  جاءت الرواية لتحدث خلخلة في هذه النظرة السطحية وتتسلل بنعومة تحت السطح الراكد لتعيد تشكيل المشهد عبر تفاصيل إنسانية عادية جدا لكن لها معان مؤثرة... عبر حكاية متفردة رغم تكرارها.  هي حكاية شاب يسافر للعمل في الكويت حيث يكتشف المكان وتفاصيله والمجتمع الجديد حوله في خط درامي رئيسي , يتقاطع بعد فترة مع خط آخر مشوق حيث تقع جريمة في محيط...

صالح الغازي مشاوير وملامح بلد (رواية الباص )

صورة
ه هي مشاوير عبر الباصات تنتقل من طريق لطريق. تنقل أهات المتعبين الذين قدموا لكسب الرزق الحلال لا للسياحة، وبنفس طويل ينقل لنا الزميل صالح الغازي ملامح بلد عبر نوافذ باصات المواصلات كما نسميها في الكويت.  ما نتحدث عنه هي رواية جميلة للأستاذ صالح الغازي، وهو شاعر وأديب من مصر، بطل الرواية ينتقل من المحلة الكبرى في بلده إلى الكويت للعمل في شركة اتصالات ويجد نفسه في دوامة الحياة، حيث عبر نوافذ الباصات تأتي لنا شوارع وصور من جميع نواحي الكويت وطرقها، وأبدع الكاتب في رسم دقيق لما تراه عين البطل حيث دوار الشيراتون، وأسواق المحاميد مرقاب فحاحيل سوق المباركية شارع السور الطريق الدائري الأول، ميدان حولي،  وهكذا  الرواية صدرت عن دار ذات السلاسل هذا العام. وعدد الصفحات 260 من القطع المتوسط  تبهرك فيها قدرة الكاتب وبطله بطل الرواية والتحدث عن التركيبة السكانية الذي اجتمعت داخل الباص أو الحافلة أجناس مختلفة من مصر والفلبين والهند و پاکستان وبنغلادش و عرب آخرين  البطل يسمع اهاتهم ويسجلها يوما بيوم، ويسمع البكاء والصراخ والركض خلف إنهاء إجراءات الإقامة والبطاقة المدنية. لكن الك...