المواجهة مباشرة بين الإنسان والحياة وتحدياته تبدأ من مسؤوليته عن صحته وطبيعة علاقاته وطموحه لإنجاز يفخر به، وبالتأكيد مسؤوليته عما يقوله؛ لذلك على الشاعر أن يصنع قصيدة تشبهه، من دون تقمص روح أحد آخر، ولا تبنِّي نموذج سابق، أستغرب المقلدين ولا أفهم ما الذي يجبرهم؟ القصيدة هي اتساق الشاعر مع نفسه في مساحة إبداعية حرة يحضر فيها وعيه وواقعه بقوة، كذلك ما يحبه وما يخافه. إيقاعها من حالته وروحه ونفسه وخياله. لا أقوى من ان تكون نفسك، وبالتالي فالضآلة في التقليد. وأستغرب العربي الذي يمجد شاعراً أجنبياً قرأه مترجماً، في المقابل يتجاهل شعر العامية الذي ينتمي الى نفس ثقافته ويتكلم نفس لسانه! العاميات راقية، نتاج توليفة من حضارات متعاقبة وآنية، هي كنز من كنوز العربية الأم، تحررت من قيودها وأضافت لها، ملأى بالروح العصرية والتعبيرات الحديثة، إضافة الى الموتيفات والتراث. فن الشعر يشهد بالنبوغ لقصيدة العامية، ولا يكتفي بالفصحى، لنراجع بيرم التونسي وفؤاد حداد وفهد بورسلي وجوزيف حرب وغيرهم، أنجزوا نموذجهم الشعري الإنساني على أبدع ما يكون، ولا أتصور أن نحددهم كشعراء لهجة فقط! أثق بأن قصيدتي قادرة على أ...