الخداع في تسويق الفن (صالح الغازي)

لن أتوقّف عند تعريف محدد للفن، لأنه موضوع كبير، لكني أعتبر أن الفن لا بد أن يتوافر فيه القصد في إثارة المشاعر والعواطف، والإتيان بكل ما هو جديد، قدرة يمكن تنميتها بالممارسة والدراسة. وافترض أن تكون لدى الفنان مهارة يحكمها الذوق، وموهبة تجدد بالاتقان والصنعة، واسلوب فيه الخيال لإنتاج أشكال جمالية. والفنانون أنواع ودرجات، ولكنهم جميعاً ينتجون شكلاً خاصاً مميزاً، وهنا الشكل الخاص هو الابداع المقصود الذي يختلف بالضرورة عن أي منتج لا يقصد إثارة استجابة جمالية للعلاقات بين المساحات والأبعاد والكتل والألوان. تناقلت الصحف، وانتشرت فيديوهات لطفلة لم تتجاوز العامين، ممسكة بفرشاة رسم، أطول منها، ترسم لوحات باستخدام طلاء أسود، بمساعدة رسام اكتشفها خلال أمسية، تناول فيها العشاء مع والدتها، حيث لاحظ أنها تقوم بتلوين اللوحات، ما دفعه الى إمدادها بعلب الألوان التي يستخدمها هو شخصياً في رسوماته. ونظَّم معرضين للأعمال الفنية التي رسمتها، وصرّح بأن لوحاتها التي عُرضت في المعرض الأول بيعت اللوحة الواحدة بمقابل يتراوح بين 300، 1800 دولار، وتلك الأعمال لقيت إقبالاً كبيراً، لدرجة أن الزوار كانوا يشترون أربع ...