المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس 2, 2020

الرصيف الأزرق

صورة
 كي أنظر من شباك الباص، يجب أن أركب الباص أولا، لأنقل لكم تلك الرؤى الجذابة والمتأملة. وقفت اليوم في المحطة قرابة ساعة، نعم ساعة كاملة في هذا الحر الشديد تحت مظلة من الصاج، ولن أصف لكم حرارة الصيف هنا في يوليو فالجميع يعلم، ذلك الهواء الساخن الثقيل الذي يسفع وجهي وعيني تصطلي بذلك الوهج وشدة الحرارة تضغط على أجهزتي كلها فصارت أجهزتي تئن بداخلي، توقفت سيارة في المحطة مباشرة وسدت الرصيف الأزرق حتى انه لا مكان للباص أن يتوقف اذا جاء. كنت أستغرب من هذه السيارة السوداء الضخمة التي ينعم من بداخلها بجو ألطف مما يتخيل وقد يعاني من شدة برودة المكيف. وفي اللحظة التي رأيت فيها الباص قادما من بعيد من أول الشارع ويقترب بسرعة بينما أشير له، انفتحت نافذة السيارة ورأيت رجلا لطيفا يناولني زجاجة مياه، قلت له شكرا لا أحتاج، واشرت له أن يبتعد لأن الباص قادم، لكنه لم يفهمني وظل على اصراره وأنا أشير للباص أن يتوقف. نعم أفهم أن الرجل يريد أن يفعل معي خيرا ويسقيني، وما حدث انه تسبب في أن يفوتني الباص الذي انتظره منذ ساعة، والحقيقة أنني لم أكن انتظر الباص لمجرد النظر من نافذته، انما انتظره كي أذهب لعملي، وه...