مقال صالح الغازي : من فضلك.. افتح المظلة
الأمر قد لا يعدو أن مروحة اللاب توقفت أو تعطلت وأنت بضربتك شغلتها لكن هل هذا يعد تصليحا؟
«المدير الإنكليزي أخذنا معه شهادة الجودة، لذلك نوظف أول إنكليزي يأتي لنا لنأخذ شهادة الجودة».
طبعا الخبرة ليست لها علاقة بالجنسية، فهناك من كل جنسية الخبير والجاهل!
ولننتقل لمستوى أعلى مثلا:
«الفيروس انتشر بسبب الامتناع عن دفع أجور العمال وإجبارهم على العمل وقتا إضافيا من دون تعويض»،
الفيروس له طرق في الانتقال والعدوى، وله سبب بالتأكيد، لكن ربطه بالأخلاق أو بحقوق العمال هو أمر مضلل ولا ارتباط بينهما.
«بعد انتهاء حفل عدد من المشبوهين على الكورنيش حدث الزلزال».
كأن التفسيرالخرافي يملأ الفجوة في معارفنا عن الأحداث التي تسبب أضرارا، مثل المرض والحروب والكوارث الطبيعية.
«حينما وصل الجد للأربعين أُصيب بحروق في يده أعجزته عن العمل، وحينما وصل الأب لعمر الأربعين أُصيب بحروق في يده أعجزته، أنصحك عدم الزواج من الابن لأنه سيصاب مثلهما».
القياس على حدث عارض وربطه بالحتمية الزمنية، ليس بالضرورة تكراره.
هل لأنه جاء بعده فهو بالضرورة سبب له؟ أو تسبب فيه؟
ولا بد من اسم نطلقه على هذه النوعية، أقترح اسم «أسباب الفراغ» لنعمل على الانتباه لأي فرد ينتمي لها كي لا يدخل إلى أفكارنا وأعمالنا فيفسدها، لنقل له افتح مخك، إنه كالمظلة لن يعمل إلا إذا انفتح!
فالكثير من الأسباب تحمل أفكارا شائعة وجاهلة.
والمزاج العام يفسر حسب الظرف الزمني وثقافة الفترة التاريخية أو حتى ظروف وعادات كل بلد، لاحظ ذلك في التاريخ عبر عادات وحوادث غريبة ووقتية.
وقد تأتي هناك مصادفات تؤكد الفكر الخرافي!
لذا، قد نجد دور العرافة والفأل والتشاؤم والكهنة والعلاج الشعبي والتعزيم...
تقول إحدى الخرافات إن تعليق حدوة الحصان على مدخل البيت يجلب الحظ ويبعد الشر!
لو كان الأمر عمليا، لوجدت على واجهات بيوت وشركات الأغنياء حدوات أحصنة و خرزات زرقاء!
سمعت أحدهم في مذياع السيارة: «برج الميزان سيرزق اليوم برزق كبير» بعد قليل غيرت المحطة لأجد آخر يقول «يتعرض الميزان اليوم لحدث سيئ»
ولأنني من برج الميزان، لا أعرف أيهما أصدق، لكن بعد تفكير بسيط أدركت أنه تحدث أشياء كثيرة طوال اليوم، فقد يوجهك أحدهم للتركيز على التقاط حدث سعيد أو سيئ.
ولو تخيلت مناقشة أحدهما مثلا لو قلت لم يصلني الرزق، ستجد كلاما مثل أليست صحتك رزقا!
وإذا قلت لم يحدث لي شيء سيئ، ستجد الرد، أيعجبك حالنا؟!
من فضلك.. افتح المظلة
مقال صالح الغازي
في القبس
29 أغسطس 2021
على الرابط
على الرابط
تعليقات
إرسال تعليق