من الذي عضّ الميدالية؟
تابعنا الألعاب الأولمبية في #طوكيو والتي انتهت منذ فترة، وكالمعتاد عرفنا رياضات جديدة وأبطالاً جدداً، وأدركنا تقصيرنا في حق أنفسنا في ممارسة الرياضة، مع كل دورة ندرك أن الرياضة من مقاييس الرقي والحضارة ونبذ العنصرية.
أثيرت موضوعات كثيرة أثناء الدورة، مثل عزف مقطوعات #تشايكوفسكي بدلاً من السلام الوطني الروسي، ورفع علم اللجنة الاولمبية بدلاً من علم روسيا، وذلك بسبب ثبوت تعاطي بعض الرياضيين الروس المنشطات في الدورات السابقة، وآخر خبر بعد الدورة أثار الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي حفزني على كتابة هذا المقال، أن أحدهم عضّ الميدالية التي حصلت عليها بطلة السوفتبول اليابانية ميو غوتو!
الحصول على الميدالية قيمة كبيرة، لذلك تقوم الدول بإدارة منظومات رياضية حقيقية لتنتج البطل ومعه قيم الرقي.
وعن مشاهداتي عن #أولمبياد_طوكيو2020 الذي أقيم في 2021، نظراً للظروف الصحية:
جاء حفل الافتتاح بسيطاً مميزاً بالاستعراض والرمز، ومعززاً بالابهار التكنولوجي والتركيز على قيم اليابان وتراثها.
ويحسب لليابان تجاوزها أزمة عدم وجود جمهور، وبالتالي قلة الدخل وقلة الإعلانات والأرباح التي لم تحقق.
وضح لنا الاهتمام بالاحتياطات الصحية، لكن أيضاً ظهر الإرهاق على اللاعبين وغياب بعضهم واهتزاز المستوى، وكان أبرز مثال في #الفروسية، حيث وجدنا الخيول كأنها لم تدرب من فترة وبالتالي كثير منها أحجم عن القفز في مشاهد حزينة تكررت مصحوبة مع بكاء وألم.
هناك دول معدودة فازت بأغلب الميداليات، وهو بالتأكيد ليس مجرد جهد فردي أو مصادفة، وهي بالترتيب: الولايات المتحدة والصين واليابان وبريطانيا واللجنة الأولمبية الروسية وأستراليا وهولندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا.
سعدت بحصول عدد من الدول العربية على ميداليات، وهي قطر ومصر وتونس والمغرب والأردن والبحرين والسعودية والكويت وسوريا، وكانت كلها في الألعاب الفردية، وأوجه لهم التحية والتمنيات بالتوفيق، وأتمنى الاهتمام بهؤلاء الأبطال.
لم تحصل أي من الدول العربية في الألعاب الجماعية على أي ميدالية -الا مركز متقدم لمصر في كرة اليد- على الرغم من الضجيج الذي تحدثه الألعاب الجماعية طول الوقت!
عن التعليق الرياضي في القنوات الناقلة، لم أجد التميز الا في قليل من المذيعين أهمهم: الاعلامية «لمياء نبيل» التي علقت على مسابقات السباحة وجعلتنا نتوقف كثيراً أمام تعبيرات راقية بسيطة، هادئة تتحدث بدقة في الخطط وتدخلنا عمق الحدث.
وفي نشرة الأخبار الرياضية الاعلامية «ابتسام الحبيل» التي اتسم أداؤها بمهارات تواصل ووضوح واحترافية في قراءة الخبر وإتقان اللغة.
أخيراً الذي عضّ الميدالية هو عمدة مدينتها، واتّهمه الجمهور الياباني بتجاهل التدابير الوقائية وعدم احترام الميدالية، و-أنا شخصياً- أتضامن معهم لتعويض اللاعبة بميدالية بديلة!
مقال : صالح الغازي
صحيفة القبس
22 اغسطس2021
المقال كامل على الرابط
تعليقات
إرسال تعليق