اشتقت العودة إلى العمل

 
 مقال : صالح الغازي
في عالم العمل، المعيار هو المجهود والكفاءة والخبرة، وإدارة سوق العمل تفرض الضوابط لتوفير البيئة المناسبة الآمنة بالتحفيز، وأريحية التعامل وتنفيذ سلم رواتب عادل وتعريف كل موظف طبيعة عمله، عبر آليات وقرارات تنظم ذلك. لأن كل سلوك وكل قرار ستكون له تبعات مؤثرة على مجمل الصورة. ولأن الوصول الى أفضل فريق عمل هو الهدف الذي تسعى اليه إدارات سوق العمل، وأرى أن طريقه هو الاستثمار في الموظف، وأتوقف عند الاستثمار في الموظف لأنه السبيل للشركات ولأسواق العمل، لتكون جاذبة للمميزين، وتراقب أداء القطاعات الحكومية والخاصة، وتضع المحددات والمؤشرات لاستقطاب وإبراز المميزين ذوي الخبرات والقدرات والكفاءات، ومدى تخصيص الميزات المادية والمرونة لهم، وتوفير البرامج التدريبية للموظفين لتحدّث معلوماتهم، وما يلزم لتشجيع المتفوق كالتوصية بترقيته وزيادة راتبه أو ترشحه كموظف مثالي.

 لكن في جهة مظلمة قد يفسر البعض أن الاستثمار في الموظف يعني أن الموظف ملكه وتحت خدمته، فيحاول أخذ خدمات مجانية منه. ليظهر تساؤل مهم: هل تسمح إدارة سوق العمل بقهر الموظف؟ أم أن طبيعة العمل ومهامه واضحة وتخضع لمعايير مهنية وأي زيادة عن عمله المحدد تكون بمكافأة أو بزيادة راتب؟ 

ولا يمكن لعالم العمل أن يكون صحيا ومجديا إلا بالمساواة بين الموظفين جميعا، وأتوقف هنا عند التمييز في الاستخدام والمهنة، لأنه أعظم الأضرار بقيمة العمل وأبرز ما يفسد بيئة العمل، لذلك وجب السؤال: هل سياسات العمل تشجع على التواكل أو تمييز فئة عاملة على أخرى؟ 

وعامةً، هذا النوع من التمييز تم شرحه حسب اتفاقات العمل الدولية كالتالي «أي تفريق أو استبعاد أو تفضيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو الدين أو الرأي أو الأصل الوطني أو الأصل الاجتماعي يكون من شأنه إبطال أو إضعاف تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص أو المساواة في المعاملة في الاستخدام أو المهنة». والآن بعد التوقف الطويل عن العمل نتيجة انتشار وباء كورونا، هل بيننا من يشتاق الى العودة للعمل سريعا ويفتقده؟ ليس بسبب الملل من الجلسة في البيت ولا بسبب الخوف من فقدان الوظيفة أو بسبب الضغوط المادية، إنما رغبة في العودة الى الأجواء الصحية والأريحية التي يجدها ورغبته في الانجاز والترقي وتعويض شركته الخسائر التي لحقت بها، وثقته أن العمل سيوفر له الوسائل المناسبة؟ هل مجمل الصورة مجموعة من الموظفين والمستخدمين مبتسمون وينتظرون العودة الى العمل فورا؟
------
المقال في الموقع الأصلي 

اشتقت إلى العودة للعمل 
صحيفة القبس
مقال #صالح_الغازي
6-5 يونيو2020


#من_شباك_الباص

-------------------------------


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل صالح الغازي Saleh Elghazy

غربلة| صالح الغازي يكتب: اقرأ يا شيخ قفاعة

مقال فى رواية ( بار أم الخير) للروائي محمد داود

بروفايل صالح الغازي

بروفايل صالح الغازي

أم الطرمان تعرف لغة عيالها

فريد ابو سعدة "مصوراتي لا يكف عن الكلام"

أنتمي لإبداعي ..شهادة الشاعر صالح الغازي في الكتابة والشعر

ريم المحمودي في لقاء عن أحدث ابداعاتها (بعض مني)

الفنانة المصرية دنيا مسعود