عصر الصدمة :المدير والعودة للاتزان


من النصائح الشائعة للمدير الجديد، مع بداية عمله، تحقيق أهداف الشركة والإدارة العليا وتطويع موظفيه، بالتفاهم والود أو بالحزم أو بالنظام أو يستعمل كل هذا وفق كل حالة، حيث إن كل سلوك وكل قرار ستكون له تبعات مؤثرة في الشركة وفي الأهداف. ورغم أنها نصائح وجيهة متداولة، فإن ما يحدث في الواقع هو العكس؛ فالشائع في مقابل ذلك هو انجراف المدير إلى نموذج السيطرة الشكلي الذي لا يحقق مصالح الشركة وأهدافها، قد يكون مجبراً لضعف فيه أو قد يكون غافلاً. فقد يأخذ المدير تعليمات الإدارة العليا من دون وعي، فيفشل في إقناع فريق العمل في تنفيذها، أو يحاول تطويع الموظف بالود فيظهر ابتسامة أو بالحزم فيصرخ كلما ظهر له موظف أو بالنظام فيسعى لتحريك كل فريق العمل بحركة واحدة. فالمدير الجيد عليه أن يقدر الخطوات ليعزز الأداء الجيد ويجعل فرص تكراره مستمرة، والخطوات التي ينفّذها هي آلية العمل أو الطرق التي يسلكها، وهي ليست عشوائية بالتأكيد ولا شكلية، وغالبا تحددها خبرته ودراسته ومواهبه أو قدراته. في الجانب المظلم مديرون يصطنعون الحيل كي لا يكون هناك انجاز للموظف المتفوق حتى لا يطلب زيادة أو حتى لا يظهر تميّزه، فيقلل من أهميته أو يبعده عن الجزء الذي يظهر الإنجاز ليضر بذلك بأهداف الشركة ومصلحتها، وبعضهم يعتمد على الترهيب والتخويف والوعيد والتهديد أو الإهمال وعدم الرد على الاستفسارات والتجاهل وعدم إعطاء الحقوق أو التسويف في تلبية الحقوق، والنتيجة واحدة، سواء على سلوك الموظف أو على بيئة العمل، تجعل سلوك الموظف سلبياً تجاه تحقيق أهداف العمل، ولا يقوم بأبسط الاعمال الوظيفية المتعلقة به، ودائما في صراع وعدوانية، سواء في طريقة تفسير مواقف من حوله، بمن فيهم المدير أو في تفسير سلوك زملائه، ويتميز سلوك كل موظف بالأنانية وينتشر جو الإشاعات والأكاذيب، وأجواء مشحونة بالتوتّر. الآن، وبعد اجتياح «كورونا» العالم، وتأثره بأزمة غير عادية وتأثير ذلك الكبير في الاقتصاد، فهناك تحدٍّ كبير للمديرين في كل المجالات، فهل الصعوبة الآن في القرارات التي ستتخذها الإدارة العليا والتي تجب المشاركة في مناقشتها؟ أم في استيعابها جيدا وفهمها لتطبيقها؟ أم في الآليات أو الطرق التي سينفذ بها المدير هذه القرارات؟ الوضع يستلزم تفكيرا وجهدا كبيرا للخروج من هذه الأزمة، سواء لتحقيق الأهداف أو للحفاظ على فريق عمله، من أجل مستقبل الشركة التي من المفترض مساعدتها للعودة الى اتزانها أولا ثم تحقيق الربح ثانيا. ------------------------

مقال صالح الغازي
في صحيفة القبس 
العدد الاسبوعي
٢٩و٣٠ مايو٢٠٢٠
(المقال على الرابط https://alqabas.com/article/5776476
#من_شباك_الباص

#صالح_الغازي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل صالح الغازي Saleh Elghazy

غربلة| صالح الغازي يكتب: اقرأ يا شيخ قفاعة

مقال فى رواية ( بار أم الخير) للروائي محمد داود

بروفايل صالح الغازي

بروفايل صالح الغازي

أم الطرمان تعرف لغة عيالها

فريد ابو سعدة "مصوراتي لا يكف عن الكلام"

أنتمي لإبداعي ..شهادة الشاعر صالح الغازي في الكتابة والشعر

ريم المحمودي في لقاء عن أحدث ابداعاتها (بعض مني)

الفنانة المصرية دنيا مسعود