صالح الغازي مشاوير وملامح بلد (رواية الباص )
ه
هي مشاوير عبر الباصات تنتقل من طريق لطريق. تنقل أهات المتعبين الذين قدموا لكسب الرزق الحلال لا للسياحة، وبنفس طويل ينقل لنا الزميل صالح الغازي ملامح بلد عبر نوافذ باصات المواصلات كما نسميها في الكويت.
ما نتحدث عنه هي رواية جميلة للأستاذ صالح الغازي، وهو شاعر وأديب من مصر، بطل الرواية ينتقل من المحلة الكبرى في بلده إلى الكويت للعمل في شركة اتصالات ويجد نفسه في دوامة الحياة، حيث عبر نوافذ الباصات تأتي لنا شوارع وصور من جميع نواحي الكويت وطرقها، وأبدع الكاتب في رسم دقيق لما تراه عين البطل حيث دوار الشيراتون، وأسواق المحاميد مرقاب فحاحيل سوق المباركية شارع السور الطريق الدائري الأول، ميدان حولي،
وهكذا
الرواية صدرت عن دار ذات السلاسل هذا العام. وعدد الصفحات 260 من القطع المتوسط
تبهرك فيها قدرة الكاتب وبطله بطل الرواية والتحدث عن التركيبة السكانية الذي اجتمعت داخل الباص أو الحافلة أجناس مختلفة من مصر والفلبين والهند
و پاکستان وبنغلادش و عرب آخرين
البطل يسمع اهاتهم ويسجلها يوما بيوم، ويسمع البكاء والصراخ
والركض خلف إنهاء إجراءات الإقامة والبطاقة المدنية.
لكن الكاتب يكتب بحب وبألم. وهذا طبيعي لقادمين
يبحثون عن فرص عمل لم تتوافر في بلدانهم.
نقتطف بعض الجمل التي تقدم خط الأسلوب الروائي الجميل "شعرت انني في مدينتي المحلة الكبرى بجوار سور شركة غزل المحلة كنت أمشي.."
وفي فقرة أخرى ورحت أتابع العمارات الملونة الشاهقة والحديقة الواسعة ومكتوب عليها حديقة الشهيد استوقفني الاسم اشعر انني طفل اتهجى المدينة ولا أحد يرشدني أو يعاونني"
وفي ملامح عشق نجد هذه الفقرة حين التقت عيني بعين نورما الفلبينية ومعها شخص فلبيني سلمت على يدها الناعمة، وقالت كوماستا كا وفي طريق العودة الميدان حولي فتحت نورما علبة الكشري وراحت تأكل وتقول اكثري زي العسل..
وانت تستمر بقراءة هذه الرواية الجميلة حتى آخر صفحة، إلا وتبقى في ذاكرتك هذه الجمل "لك الله أيها المغترب يوم تركت البلاد والفؤاد، وتركت الأولاد والأحفاد لتجمع المال والزاد لتطعم فلذات
الأكباد لك الله أيها المغترب كم طالت سفرتك واشتاقت لوجودك زوجتك وابنتك ولا أحد معك في غريتك حين تمرض . .
وبينما أنا أقرأ هذه الرواية، تداعت إلى ذاكرتي مجموعة القصصية مترجمة عن الأدب الباكستاني قرأتها من قبل، وكل قصص المجموعة تتحدث عن المغترب الباكستاني في دول الخليج، حيث يفني عمره في توفير المال لأسرته للأولاد والأحفاد
ويعود أخيرا إلى قرينه منهكا متعبا لا يعرف
أحدا ولا يعرفه أحد، ولا حتى الأحفاد، وبيدو كرجل غريب ويتوفى ولا يتذكره أحد.
لا نقول إلا أعانك الله أيها المغترب ونبارك لزميلنا الغازي على إنجازه السردي الجميل.
حمد الناصر
كاتب كويتي
مجلة البيان مجلة رابطة الأدباء الكويتيين عن رواية الباص -عدد شهر مايو ٢٠٢٤.
العدد 646 مايو 2024.
******
صدرت الباص عن ذات السلاسل
في الكويت والبحرين في مكتبة ذات السلاسل
وفي مصر في مكتبة تنمية
وفي السعودية والامارات مكتبة جرير.
____
#حمد_الحمد
#رابطة_الادباء
#الباص
#رواية_الباص
#حمد_الحمد
#رابطة_الادباء
#الباص
#رواية_الباص
#الكويت
#ذات_السلاسل
تعليقات
إرسال تعليق