هدية عيد الأم مقال صالح الغازي صحيفة القبس

الفراشات كأنها زهور تطير، متألقة بألوان زاهية وأشكال هندسية غاية في الجمال، لها رفرفات سريعة ودقيقة، تنتشر في الجو ذهابا وارتفاعا بسرعة ونشاط وكأنها تتسابق. كأنها برقتها ظهرت لتتصدى لفصل الشتاء الذي يغادر بتثاقل بعد الأعاصير والرياح والعواصف، تفرز خلاياها صبغات لونية بديعة مدهشة لتحفز فصل الربيع ليحل. من فرط جمالها اعتبرت بعض الحضارات القديمة أنه عندما يموت الانسان تغادر روحه على هيئة فراشة، أبدا لا يمكن اعتبار الفراشات حشرة ضارة فهي لطيفة، لا تقرص ولا تلدغ ولا تمتلك الفراشات سما، انها تحب ضوء الشمس. الفراشات تملأ الأجواء في نفس توقيت الاحتفال بعيد الأم، فهل هي طريقة احتفال الطبيعة بعيد الأم؟ فترسل لنا الفراشات بحبوب اللقاح بين النباتات المختلفة لتساعد الخضروات والفواكه والزهور على انتاج زهور جديدة. طبعا ليس هناك مثيل لدور الأم، ولا يمكن ايجاز دورها العظيم في كلمات مهما كانت معبرة، واذا كانت الطبيعة قد أطلقت فراشاتها للاحتفال بعيد الأم فما الذي يمكن أن يقدمه انسان، أو يفعله أو يقوله؟ حينما نفكر في هدايا عيد الأم، سواء ما قدمناه في السابق أو ما يحتمل أن نقدمه أو ما سمعنا من أصحابنا أنهم...