الكاتب صالح الغازي: الانبهار بصورة ملفقة للكاتب
يقول الكاتب المصري “صالح الغازي”: “أنا حياتي بسيطة ودائرة تحركي ليست متسعة، إنما تعرضت لحالات تقدير أكثر من المتوقع أحيانا، فهناك شخصيات تحب المبالغة في الاحتفاء بالكاتب وتقديره، وهناك شخصيات تحب التقرب منه أو تقريبه منها واستشارته أو وجوده بين أصدقائها. لكن كلها في دائرة السلوكيات الاجتماعية المقبولة.
لكن لماذا لا ننظر للموضوع بمزيد من الواقعية عن هؤلاء الكتاب التي تضيع حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهم حتى وهم أحياء يعانون معاناة شديدة، على الأقل بسبب قسوة البعض في عدم تعويضهم مقابل عادل لكتابتهم؟
أو حتى سرقة كتاباتهم أو مجهودهم!
أو هؤلاء الكتاب العظام الذين يعيشون ولا نعرف أنهم أحياء لنتفاجأ بوفاة أحدهم ونسمع قصة معاناة من المرض أو الفقر!”.
وعن هذا النوع من الهوس الذي ينتاب القارئ تجاه كاتب ما يقول: “قد يحدث الغرام بالمبدعين في كل المجالات، فهم يلمسون المشاعر برهافة ويتوقفون عند التفاصيل بعمق ومنهم من يشاركنا الحالة فمعهم تصنع الذكريات، أما السلوكيات الشاذة التي تصل للتتبع والإيذاء فهي أمور مرضية.
وغالبا تسليط الضوء على شخص والإلحاح على شهرته، بمعنى تبني جهة إنتاجية سواء حكومية أو خاصة لهذا المبدع، فيخرج إلى دائرة الشهرة والنجومية ليغازل مشاعر الناس. وأذكر قصيدة اسمها “أنا لذيذ” كتبتها ومنشورة في ديواني “المتوحش اللي جوايا”:
ماركة أنا لذيذ
تمثيلك بالصوت
لزوم جذب الانتباه
والبحة
إثارة الخيال
تكلمها برفق
وتكلمه بحدة
و بإشارة العين
تغير الكاميرات
وتبص للكاميرا بابتسامة الحياة
تبين شعر صدرك
وتلبس اكسسوارت ع الموضة
تحشر كلمات الحب والبكا
والرومانسية في الحركة الانسيابية
والجدية في النصح.
وأعمال الخير اللي بتكلفك بها
شركة إعلانية.
والضيوف اللي تختارهم بعناية
إما صحابك أو مصلحة
تشترى أغلى العطور
عشان تداري ريحة الخوف
اللي ماليه قلبك.
و الكلام عن اجهادك
في التحضير
بتغفل مجهود ناس تانية.
انت كده over
خللي بالك
جمالك في البساطة
حافظ عليها
وتعالى ورايا.
أتكلم من جواك
عشان نعرف نقضي وقت مع بعض.
مش كل الناس تعرفها
لزوم المصلحة.
ومش لازم تقول أنا ليا أصحاب دماغ
وطول الوقت تكلمني عن ماركات الساعات.
عاوز الصراحة!
أنا شايفك
كأنك طفل كل سنانه مخلوعة!
وعن هوسه كقارئ يقول: “الاهتمام بالكاتب خارج النص، حدث طبعا. عند كتاب كثيرين، إنما لم يصل أبدا للهوس. ولا ننسى أن هناك مناهج نقدية تعتمد على التعرف على حياة الكاتب لندرس النص.
ولنتفق أن بشكل عام وسائل التواصل الاجتماعي قللت من الهوس بالنجوم، لأنها جعلتنا نشعر أن أخبارهم متاحة ليل نهار. وقللت من الهالة التي كانت ترسم حولهم”.
عن كون هذا الهوس يعني أن النصوص التي ينشرها الكاتب أصبحت وسيلة لعرض جزء من ذاته على الناس يقول: “قد يكون ذلك جزء من الأمر، فالكاتب حينما يكتب فإنه يعرض تجربته الخالصة. هو لا يؤدي مثل المطرب أو الممثل. إنه صاحب تجربة الكتابة وما كتبه يعبر عن تجربته وذاته مباشرة. كما أن هناك شئ اسمه صناعة النجم وهو أمر يعمل على خلق صورة ملفقة لهذا النجم.
بالإضافة أن هناك شخصيات بعد رحيلها بدأنا نشعر بتأثيرها الحقيقي وتتبع البعض حياتهم الدرامية لنجد فيها من الأسطورية، ففتش البعض في حياة الذين رحلوا.
وعن حالة الهوس بالكاتب ومضايقته كانت فكرة ديواني الأخير (المتوحش اللي جوايا)، حيث تناولت هذا الكائن الذي يرافقني طول الوقت ويضايقني منذ الصغر، مثلا”.
من موقع كتابات
تعليقات
إرسال تعليق