مقال صالح الغازي صحيفة القبس "الخدامة"

 قدمت قناة الحرة عبر مواقعها الرسمية في 19 نوفمبر 2020 تقريراً بعنوان أغنية «الخدامة»، أثارت ردود فعل عنيفة.. متضمنة شرح الموضوع بتفاصيله مع اعتذار القناة التي أذاعت الأغنية، وتم نشر تغريدتي التالية ضمن التقرير: أغنية للأطفال اسمها «الخدامة» تذيعها إحدى قنوات الاطفال انها تستحق التوقف عندها، معانيها...، الكارثة انها موجهة للأطفال! فهل بيننا من يتفق مع هذه الافكار؟ أولا: سعدت بوعي المشاهد والإعلام في نقد بناء للمحتوى الإعلامي الموجه للطفل، وهذا أمر يدعو للثقة في عقل وفكر المشاهد العربي. ثانيا: أتمنى أن يكون تمثيل الأطفال أمرا فيه ضبط أكثر وعلى الوالدين المسؤولية المباشرة. ثالثا: كما ورد في تغريدتي «الكارثة أنها موجهة للأطفال»، فقد يكون لدينا انتقاد على أداء مسؤول كبير أو صغير، لكن توجيه فكر الطفل إلى قهر من نستخدمهم هو أمر معيب. الأولى أن نوجهه إلى احترامهم والعطف عليهم مثلا، وإذا أخطأوا ليس هذا من شأن الطفل، فقط نعلمه إذا حدث له أذى كيف يتصرف. رابعاً: تراجع القناة عن إذاعة الأغنية واعتذارها أمر جيد ومحمود، فقد أزالوا به نية القصد في ترسيخ الاذلال أو الكراهية أو العنصرية. وبعيدا عن الأغنية في حد ذاتها، التي أتمنى أن تكون عملا منسيا، ما يشغلني فعلا حول هذا الموضوع: هل بيننا من يقهر مستخدميه؟ واعتبارهم في الإنسانية أقل؟ والاستقواء عليهم؟ أو معايرتهم؟ هل صادف أحدكم طفلا صغيرا يعاير أو يستهزئ أو يسب سائقه أو مربيته؟ هل صادفت أحدهم في المول - مثلا - يضربه أو يناديه بألفاظ جارحة؟ هل تتحدث الأم أو الأب أمام الأولاد عن السائق أو المربية و نعتهما بالكسل والخمول والفقر؟ لتكون النتيجة الطبيعية أن ينتقل الجهل للاطفال، فيعتقدون أن إيذاءه والتشنيع به و بجنسيته أو بأمثاله وأشباهه هو أمر طبيعي! وارد جداً ان يكون في وظيفة ما الخامل أو الكسول أو الضعيف في عمله، مثل أي عمل، قد تكون أنت أو أحد أبنائك في هذا الوضع في عملك! لطبيعة فيك أو لسبب مؤقت قد يزول مثل الاكتئاب، فما الذي ترضاه لنفسك أو لأبنائك؟

لماذا لا تستغني عنه أو تتخذ إجراء قانونياً وحسب؟ ان هناك حقوقاً لهم، فيكون المرء مسؤولاً عنهم مباشرة، كالسائق والمربية ونحوهما مثلا بحسن المعاملة، وضرورة إعطائه أجرته كاملة حسب ما تم الاتفاق عليه، و رحمتهم والشفقة عليهم، والتجاوز عن زلاتهم، والعفو عن هفواتهم، وعدم تحقيرهم وإذلالهم، أو الاعتداء عليهم والامتناع عن تكليفهم ما لا يطيقون، فهم بشر لهم حدود وطاقة.

الخدامة 

مقال صالح الغازي 

  صحيفة القبس 

https://alqabas.com/article/5822299 

\لأحد 6 ديسمبر 2020




#من_شباك_الباص

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل صالح الغازي Saleh Elghazy

غربلة| صالح الغازي يكتب: اقرأ يا شيخ قفاعة

مقال فى رواية ( بار أم الخير) للروائي محمد داود

بروفايل صالح الغازي

بروفايل صالح الغازي

أم الطرمان تعرف لغة عيالها

فريد ابو سعدة "مصوراتي لا يكف عن الكلام"

أنتمي لإبداعي ..شهادة الشاعر صالح الغازي في الكتابة والشعر

ريم المحمودي في لقاء عن أحدث ابداعاتها (بعض مني)

الفنانة المصرية دنيا مسعود