المهنية ومنصات الإعلام مقال صالح الغازي في صحيفة القبس

 

الوعي بالهدف والرسالة التي تقوم بها المؤسسة هو موضوع شديد الأهمية بالتحديد في المؤسسات المتخصصة في العمل الإعلامي والثقافي والفكري. وبالفعل لا توجد مؤسسة إعلامية أو ثقافية أو فكرية إلا لديها توجهات وخطوط واضحة. وقد يكون لدى أغلبنا القدرة على تحليل وقراءة المحتوى أو المنتج الذي تقدمه المؤسسات والوصول إلى توجهاتها، ومعرفة مدى اقترابها من الحقيقة ومدى إخلاص رسالتها للرأي العام، وأيضا مدى اقترابها من المهنية. لكن تبرز في هذا النطاق نوعية موجودة بقوة وهي «المؤسسة المنبر»، ومن سماتها أنها تهتم بالمصلحة المباشرة من الخبر أو الرأي أو بالتوجه المباشر من صاحب التمويل. لذلك وبشكل واضح في ظل وحشية الرأسمالية وتحكم المال في وجود واجهات ومنابر ومنصات لأفراد وأفكار لها أبعاد اقتصادية أو سياسية أو فكرية أو عقائدية مختلفة وضيقة، تحاول الدول أن تحافظ على استمرار هيبتها بتعزيز دعم قنوات إعلامية وصحف قومية تعمل وفق أهداف وطنية خالصة، لتكون هذه نوعية أخرى موجودة، وبينهما نجد الكثير من المؤسسات لعل أكثرها فشلا هي المؤسسات التي تعتمد على التجارة فقط، فتقدم محتويات بلا رأس، كأنها فقاعات في الهواء، تكسب الأموال لفترة ثم تختفي. والسؤال الآن أين المهنية في ظل هذا الاستقطاب؟ أين المهنية الخالصة في الصحافة والثقافة والإعلام والمؤسسات الفكرية؟ هل انسحقت المهنية تحت أقدام المنابر الرأسمالية أو السياسية أو الاقتصادية أو أي توجه؟ أم أننا يمكن أن نعدد معا مجموعة مؤسسات مهنية في الصحافة والثقافة والإعلام والمؤسسات الفكرية؟ ونقول انها تعمل فقط من أجل المهنة وأصولها؟ فلنتذكرها معا ونبدأ بالصحف (.....) ثم القنوات الاخبارية (....). ما رأيكم؟ هل لدينا الكثير أم ان نوعية المنبر قد تهدف أيضا لإبراز الحقيقة والمهنية ولا تخدع الرأي العام إنما تقدم وجهات نظر؟ لكني أطرح هذه الأسئلة وما أفكر فيه هو شيء آخر أكثر عمقا في الموضوع نفسه، وهو تلك الطريقة التي يقدم بها المحتوى وذلك الغلاف الذي يقدم به، ليظهر هنا دور الشخص المهني المحترف العارف بأسرار المهنة وخباياها، والتي من خلالها يستطيع صياغة التصورات الفكرية والاعلامية المختلفة. بمعنى استخدام الأدوات المناسبة لتحقيق الهدف بمراعاة المنطقية في الإقناع وأساليب التشويق والجذب. لنجد استعمال المهنية من مجموعة مهنيين محترفين يستطيعون وضع أي محتوى في غلاف أو شكل مهني وطريقة متميزة! ليدخل هنا اللبس بين العمل بشكل مهني والعمل كمنبر، أو تقديم خبر أو محتوى ثقافي أو فكري أو ابداعي لغرض ما.
في صحيفة القبس 
٢٥ اكتوبر ٢٠٢٠
مقال #صالح_الغازي 
#من_شباك_الباص

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل صالح الغازي Saleh Elghazy

غربلة| صالح الغازي يكتب: اقرأ يا شيخ قفاعة

مقال فى رواية ( بار أم الخير) للروائي محمد داود

بروفايل صالح الغازي

بروفايل صالح الغازي

أم الطرمان تعرف لغة عيالها

فريد ابو سعدة "مصوراتي لا يكف عن الكلام"

أنتمي لإبداعي ..شهادة الشاعر صالح الغازي في الكتابة والشعر

ريم المحمودي في لقاء عن أحدث ابداعاتها (بعض مني)

الفنانة المصرية دنيا مسعود