عشرة مصادر للخرافات النفسية :مقال صالح الغازي
هناك أفكار مغلوطة صنعت خرافات نفسية شائعة يجري تداولها بين أوساط مختلفة من متعلمين أو حتى متخصصين، والتعامل معها على أنها حقائق، وأوجز تبسيطا لمصادر هذه الأفكار: أولا: الرغبة في العثور على الأجوبة السهلة والحلول السريعة.. فالكثيرون يحاولون العثور على طرق لإنقاص الوزن والأداء الجيد في الامتحانات، والعثور على شريك حياة. إننا نتشبث بالأساليب التي توفر وعودا قاطعة بالتغيرات السلوكية السريعة التي لا تحتاج إلى جهد. ثانيا: الإدراك الانتقائي والذاكرة الانتقائية، نحن ندرك من خلال عدساتنا المغلفة بميولنا وآمالنا التي تؤدي بنا إلى أن نفسر العالم وفق معتقداتنا الموجودة سلفا. مع ذلك، فالغالبية العظمى من بيننا تغفل عن غير قصد كيف أن هذه المعتقدات تؤثر في مفاهيمنا. ثالثا: تناقل الأحاديث من دون تفنيد، على اعتبار أن أي كلام يقال هو مصدر موثوق، وقد تكون مضللة، مثل مقولات المشاهير، سواء المتخصصون أو غير المتخصصين في الوسائل الإعلامية المختلفة. رابعا: استنتاج علاقة سببية من الارتباط، فارتباط حدث بآخر لا يعني أنه سببه. خامسا: إذا وقع حدثان متتاليان، فالحدث التالي يكون بسبب الحدث الأول، مثلا ظهور الأحذية في العالم الغربي تبعه ظهور حالات الفصام، واقترح أحدهم أن الأحذية تقوم بدور في الإصابة بالفصام! سادسا: التعرض لعينة منحازة مثلا؛ الأطباء ينحازون إلى المبالغة في تقدير درجة صعوبة الإقلاع عن التدخين دون علاج، وإلا لما استعانوا بطبيب أصلا. سابعا: التفكير بمنطق التشابه الظاهري، فلو رأينا رجلا مقنَّعا يعدو خارجا من أحد المصارف ويمسك بيديه بندقية، فربما حاولنا الابتعاد ويرجع ذلك إلى أنه يشبه سارقي المصارف على شاشات التلفزيون، رغم أنه يمكن أن تكون هذه مزحة أو أن يكون ممثلا في أحد أفلام الحركة! ثامنا: الطرح المضلل للموضوعات في وسائل الإعلام والسينما.. أفلام هوليوود تقدم المصابين بالتوحد على أنهم يمتلكون مهارات عقلية شديدة البراعة. والحقيقة أن %10 فقط، على الأكثر، يمتلكون هذه القدرات. تاسعا: الخلط بين المصطلحات، فمثلا اعتقد البعض التنويم المغناطيسي نوعا من النوم، لكن الحقيقة أنهم يكونون في استيقاظ وإدراك لما يحيط بهم. وعاشرا وأخيرا: التهويل في التعبير عن الحقائق، الآن هل وضح أصل الأفكار النفسية المغلوطة وأدوات محوها؟ ورد ذلك الحصر بتوسع في بحث علمي صدر في 2009، وترجم بعنوان: أشهر ٥٠ خرافة في علم النفس، هدم الأفكار الخاطئة الشائعة حول سلوك الإنسان، بمشاركة مجموعة من أساتذة علم النفس، أبرزهم سكوت ليلينفيلد، وسألقي الضوء على بعض الخرافات في مقال تال إن شاء الله.
تعليقات
إرسال تعليق