ماركة الكمامة مقال صالح الغازي في صحيفة القبس
ممارستنا للحياة أصبحت تميل للوسوسة، واعتدنا على الإجراءات الصحية والوقائية باستعمال مبالغ فيه للمعقمات، واجتناب ملامسة النقود الورقية، بالتجاور مع ذلك هناك من يستخفون بالأمر ويريدون استعراض أن الأمور تمر من دون أي تخوف.
على كل حال يلتزم الأغلب في الأماكن المغلقة بلبس الكمامة.
الكمامة منها الزرقاء الطبية المعروفة والتي نستعملها جميعا، ومنها أنواع سميكة وحتى الدرع الشفاف الملاصق للوجه، لكن أكثر ما استوقفني ارتداء البعض لكمامات منقوش أو مطبوع عليها ماركات.. فكرت في الأمر هل هو نوع من الطبقية؟ هل يجب أن أقول، التمييز حتى في ماركة الكمامة يا بشر؟ أم أن ذلك ليس التفسير الوحيد فقد تكون الماركة المعروفة أكثر ضمانا وأمنا! وعامة ما المانع أن يرتديها الشباب كنوع من الشياكة؟ وبالنسبة للبنات والسيدات قد تكون من جانب الزينة اللطيفة أو تعويضا بسيطا بعد صدمة ضياع ما أنفقوه على هذه المنطقة لإبراز جمالهن واختفائها خلف الكمامة! سواء الاسنان من تقويم وتبييض، أو الشفايف الحمراء المتضخمة والروج الذي عليها، وكل ما يحتويه الفم من وسائل للزينة والتجميل، بيوت الموضة ومصممو الأزياء قاموا بواجبهم بصنع كمامات تناسب الأزياء، حتى ان دار موضة عالمية طرحت قبعة مميزة مع كمامة في أحدث صيحات الموضة.
وقرأت أن شركة يابانية تقوم بصناعة كمامات مزودة بأكياس ثلج، حيث يمكن إعطاء شعور بالبرودة لمرتديها نحو ساعتين ويمكن وضعها في الثلاجة!
وبالتأكيد هناك شركات استطاعت أن تربح من هذه الأزمة بإثارة التميز عند البعض وحثهم على شراء كمامة ماركة.
حين أسوق السيارة وحدي لا أرتدي الكمامة، بل انزلها على ذقني وكأنها لحية، فأنا وحدي وسيارتي مغلقة ولا داعي أبدا للبسها، والموضوع ليس سرا حين أقول لكم انها تخنقني كثيرا ولا أحب لبسها وأشعر أنها تعيق التنفس، لكنها في الوقت نفسه ضرورة، نعم تغيرت حياتنا بعد كورونا.
في المنزل فقط أكون بلا كمامة مع أسرتي، وأحيانا في مكتبي في العمل اذا كنت أجلس وحدي.
أنا مقتنع أنها تقلل فرص انتقال العدوى وتتفادى احتمالية نشر العدوى والإصابة.
رغم كل التحذيرات، كنت أمشي في «مول» بينما فتاة تقف وترتدي الكمامة لكنها لا تغطي أنفها، فقط تغطي الفم!
كنت أود أن أقول لها الاكتفاء بتغطية الفم فقط، يسهم في حماية الآخرين منك حتى لا تنتقل إليهم العدوى إذا كنت مصابة، أثناء السعال أو العطس، لكنك لن تحمي نفسك إذا جاورت شخصا مصابا.
الكمامة لا تمنع الخطر بنسبة %100، يجب أن تحافظ على المسافات الآمنة والتباعد الاجتماعي.
هكذا حولنا «كورونا» كثيرا وأعطى دور البطولة للكمامة!
____________
مقال صالح الغازي
صحيفة القبس
يوم الجمعة والسبت
٢٤ و٢٥ يوليو ٢٠٢٠
رابط المقال
___
من_شباك_الباص
#الكمامة
#صالح_الغازي
تعليقات
إرسال تعليق