#التنمية_المستدامة (1 ــــ 3) مقال صالح الغازي
غالباً ما أستغرب المصطلحات الحديثة، خصوصا التي يتم تعريبها بشكل قسري، وآخذ وقتاً طويلاً في قبولها، لكن مصطلح التنمية المستدامة، شعرت منذ طرحه بارتياح، لأن الموضوع وجد تفاعلا سريعا مع سائر دول العالم؛ لذلك يستحق الوقوف عنده مرات ومرات لمزيد من الفهم والتساؤل والتأمل.
* دعوة عالمية من الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، لاقت قبولا كبيرا من أجل بناء مستقبل يشمل الجميع، واعتمدت بلدان العالم في 2015 خطة التنمية المستدامة. لا يوجد في أهداف التنمية المستدامة أي إجبار لأي دولة للعمل بها، وهذا شيء قد يكون محفّزاً أكثر للتجاوب طواعية في أمر حساس، خصوصا أنها في تعريفها تلبّي احتياجات الحاضر من دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة، وبذلك هناك وعد من أي حكومة تبني خطتها على أساس أهداف التنمية المستدامة بأنها لن تمس ثروة الأجيال القادمة. وأهداف التنمية المستدامة عددها 17، منها القضاء على الفقر، والتعليم الجيد، والحد من أوجه عدم المساواة، وطاقة نظيفة.. الخ. ويمكن تقسيمها إلى ثلاث حزم رئيسة: تلبية الاحتياجات الاجتماعية، وحماية البيئة، وتلبية الحاجات الاقتصادية، إضافة إلى عقد شراكات بين الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، لتحقيق الأهداف، وليكون الهدف الأخير هو مفتاحها وسبيلها للتنمية، ما يعني أن المنظمة العالمية توصّلت الى الأهداف لتضع له دول العالم آليات التنفيذ للوصول إليه وفق موقعها وموقفها. حتما كل هذه الأهداف تحتاج مؤشرات عالمية موحّدة، لتكون هناك وحدات قياس محددة، وبالتالي تكامل، وتفاعل مثمر قابل للتقييم. كل الأهداف تمسّ الحالة الواقعية لبعض الشعوب، وتمس الوجدان لشعوب أخرى، وتوافق العقل الجمعي. فالإحصاءات تشير إلى 386 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع، وهناك معاناة صحية نتيجة عدم توافر لقاحات في مناطق كثيرة، وندرة مياه، فهذه ناحية، وهناك ناحية أخرى فيها التحيّز الجنسي أو العنصري أو التمييز ومشكلات في الحقوق الأساسية، وناحية ثالثة يستعملون أجهزة طاقتها الكهربائية غير متوافرة، أو يستعملون سيارات عديدة لأسرة واحدة. كلها سلوكيات تحتاج ضبطاً، لأنها مؤثرة في المستقبل، وتحتاج مؤازرة تبدأ من الفرد، فمثلاً بدايتها من الفرد بعدم استعمال الأكياس البلاستيكية، وتستمر بمؤسسات المجتمع المدني عند تبنّي حملة توعية بالشرب في الأكواب التي تستعمل لمرات عدة، والتوعية بخطر الأكواب البلاستيكية التي تضر الصحة، والتعريف بمواصفاتها، وتفعل بالقطاع الخاص لإقامة مشاريع إعادة التدوير، وتقوم الحكومة بدورها في توفير المناخ والغطاء الملائم، من خلال إتاحة ميزات وتسهيل إجراءات.
(يتبع في التساؤلات الأسبوع المقبل)
مقال صالح الغازي
في صحيفة القبس الكويتية
#التنمية_المستدامة
(1 ــــ 3) مزيد من الفهم
في
عدد الاربعاء ١ مايو ٢٠١٩
المقال كامل على الرابط
#اهداف_التنمية_المستدامة
تعليقات
إرسال تعليق