القبس : إضافة وتميُّز! مقال صالح الغازي
نسمع عبارات إعجاب.. لكون المكان يقدم خدمة مميزة مدهشة.
العديد من تعبيرات الإعجاب سمعتها كثيراً، وبألفاظ مختلفة، لكن بنفس المعاني، سمعتها عن أماكن كثيرة، لكن غالبا حينما أزور تلك الأماكن، لا أجد فيها إلا الخدمة الأساسية التي من أجلها أنشئ المكان، أو الخدمة المعتادة وبالمواصفات القياسية المعروفة!
مثلاً سمعتها عن فندق، حينما تدخل الغرفة تجد فيها سريراً وحماماً وهاتفاً وتلفازاً!
كلها أشياء أساسية يجب أن تكون في أي نُزل، وليس هناك ما يجعلني أقول إن هناك تميزاً في الفندق.
مثلاً مطعم يقدم وجبة الدجاج المشوي مع الأرز والسلطة والمياه والخبز! أيضاً كلها أشياء أساسية لا يمكن أن نسمي مطعماً للدجاج من دونها.
وهكذا أستغرب من موظف الفندق الذي يقول إن تميز فندقه في نظافة السرير والحمام، ومن موظف المطعم الذي يقول ان المطعم يوفر الدجاج المشوي بجودة عالية والسلطة الخضراء، كما استغرب أن هذا المشروع له دعاية كبيرة وضخمة وينقصه الكثير من أساس النشاط الذي يقوم عليه المشروع أصلاً!
ما المتوقع من وصف الإثارة أو التميز أو الإبداع؟
إنها الإضافة الاستثنائية المدهشة والنافعة بشرط توفير كل الأساسيات.
* مثلا في الباص وجدت مقاعد مريحة وتكييفاً جيداً، إضافة إلى ذلك وجدت «واي فاي» مفتوحاً، نعم هنا ميزة واضحة. ومكان المطعم فيه مكان لألعاب الأطفال، وغرفة الفندق تطل مباشرة على البحر، نعم هذه ميزات استثنائية تتسبب في ارتفاع رضا العميل، ولا تسبب له استياء إذا لم يحصل عليها، بهذه الميزة تقول المؤسسة إن لديها ميزة تنافسية إيجابية.
* الخبير المتخصص يدرس السوق، ويخرج بإضافة تميز منتج او خدمة، سواء بناء على طلب المستهلك، أو بميزة حديثة باهرة، مثلاً إضافة التطبيقات للهاتف المحمول!
* لو رجعنا قليلا الى الهاتف لوجدنا أساس الخدمة هو الاتصال بآخر، وتميز الهاتف المحمول انه سهل الانتقال، ويمكن حمله في أي مكان ويرسل رسائل نصية وصوتية.
ثم ظهر الدايل آب، وصار يمكن الاتصال بالانترنت، وبعدها تطور الأمر كثيراً مع اختراع التطبيقات، التي فتحت الطريق أمام اختراعات لا حصر لها وإضافات مثيرة، لينتقل الهاتف المحمول الى الهاتف الذكي.
لنجد أن الشركات التي اتجهت للتطبيقات هي التي استمرت فيما بعد، والغريب ان هذه الميزة (التطبيقات) تحولت الى أساس للمنتج وليست إضافة أو تميزاً!
مثلاً أثارت الدهشة شركات بجودة الشاشة ودقة الكاميرا، لأنها ببساطة كانت لديها خبرة في إنتاج الشاشات التلفزيونية توجتها بالاستثمار في الهاتف الذكي.
الآن حينما أسمع عبارة «ان هذا الموظف مميز»، أو «هذا المتخصص استثنائي» أو «هذا الكاتب استثنائي»،
وقبل أن أعرف ما أسباب هذه العبارة، فإنني أتوقع إضافة استثنائية مثيرة.. أليس كذلك؟!
مقالي الأسبوعي من شباك الباص
في صحيفة #القبس الكويت
في عدد اليوم
٢٨ نوفمبر ٢٠١٨
على الرابط
https://alqabas.com/613829/
![]() |
مقالي الأسبوعي من شباك الباص في صحيفة #القبس الكويت في عدد اليوم ٢٨ نوفمبر ٢٠١٨ |
تعليقات
إرسال تعليق