الفنانة ريم الكيلاني
ريم الكيلاني تعيد بعث جواهر التراث الفلسطيني
-------------------------------------------------------------------------------------------------
حين نستمع إلى أغنية قديمة ،نتوقف كثيراً ونركز لتصنيف الأداء والتوزيع، إنها تجربة حاسمة ومحك فاصل في تاريخ من يعيد علينا أغنية سواء تراثية أو من ابداع مغني سبق.
ويسجل التاريخ تجارب كثيرة تراوح فيها الأداء والإجادة، ورغم انتهاك العديد من المغنيين للتراث لكن هناك من يلفت النظر ويجبرك على الوقوف وقفة تقدير واحترام.
والفنانة ريم الكيلاني أعادت لنا جواهر من التراث سواء الفلسطيني ومن أغنيات سيد درويش بحالة متوهجة مدروسة ، وتؤكد عبر مشروع متصل في ألبومين أن تميزها ليس فقط كمغنية انما هي جامعة للتراث الفلسطيني فجمعت كلمات أربعة أغنيات من التراث الفلسطيني بينما ما قدمته من التراث7أغنيات،كذلك هي ملحنة وموزعة موسيقية على درجة رفيعة من الفكر.
في ألبومها الأول (الغزلان النافرة) صدر عام ( 2006 )
تقدم أغاني فلسطينية من الوطن الأم والشتات وتصدره بكلمات الشاعر محمود درويش "وعن دفاعي أدافع" ،وتهدي ألبومها إلى والدتها وترجع لها وللأمهات الكبيرات الفضل في تعلم الغناء والانتماء، لترسم مسارها على ثلاث قواعد
1- الغناء هو مرادف الانتماء.
2- الفن سلاحها للدفاع المستمر عن الهوية.
3-الشتات هو امتداد للوطن.
والتراث الفلسطيني في ريم الغزلان من التراث الريفي للناصرة مسقط رأس والدتها وكبرى مدن منطقة الجليل الوافرة بالحضارة والإرث الشفاهي. وحرصت على تقديم4 أغنيات بالعربية الفصيحة. والخط الموسيقي في الألبوم خط تراثي رصين وفيه هبوط وصعود بحدود بسيطة وتنتهى أغنياته برقة مفعمة بالحزن والأسى.
وبالوقوف عند أمثلة لأبرز ما قدمته في كل أغنية نجد ما يلي:-
أغنية قطعن النصراويات (تراث فلسطيني)
في رصد الحمل الثقيل لبنات الناصرة مقابل بنات الأنذال.
بدون موسيقى لترك المساحة لأداء الموال، ونجد التناول الشعبي يبرز في مط الكلمات على طريقة النواح.
التمثيل الصوتي للكلمة: نطقها للفظ(مايل) لتحنن القلوب على ثقل الأحمال
تحميل الحالة على لفظ أو حرف: التشديد على الهاء في (معهن) لمزيد من الأسى وبيان مدى معاناة السيدة الحامل والمرضعة ،واطالة نطق حروف(يامين)للحث على المساعدة والمعاونة.
ونهاية الأغنية من منطقة منخفضة موسيقيا بما يشبه الهمس الذي يغذي الشعور بالأسى.
أغنية عذب الجَمال قلبي(تراث فلسطيني) كلمات من التراث الفلسطيني و ريم الكيلاني
انها لا تحتاج من الجَمال راحة ولا طعام فمعه عيال لاجئين وحمولته من قهوة وزنجبيل وعجائز و تستعطفه لينقلها للوطن ويوافق لتكون رابع حمولته في اشاره لمأساة اللاجئين في الشتات وحثهم على الإصرار على حق العودة.
التناول الموسيقي: البداية تقسيم رقيق على آلة الكونترباص مع صوت أجراس الجمال ثم ايقاع مع كلارنيت يبرز خطوة الجمال وتعطى للآلات الموسيقية مساحة ارتجال بين المقاطع، والأداء الصوتي حاد لجدية الطلب.
والأداء التفاعلي ملحوظ: في (قاللي بلادي فلسطين)لإلهاب الروح الحماسية.
وتحميل الحالة على لفظ أو حرف:في (قلت له) تمط الهاء لتوحي بنفاذ الصبر،(قاللي صبرا جميلا)تحميل الحالة باحتمالية رفض الجمال، وتمط اخر الكلمات (بياتات –جوعانات) تحملها بشعور أنهن أحرار قاصدات الوطن ولسن عبئا على الجَمال، وتسأل الجَمال(رابع حمولك) بتحميل الكلمات حالة نفاذ الصبر.
و تؤدى المقطع الأخير من منطقة موسيقية منخفضة بمزيد من الرقة خاصة بعد تحقق طلبها لكنها لا تبالغ في الشعور بالفرح مثلا لأنها تعي بافتراضية الحدث.
أغنية حبل الغوى (تراث فلسطيني)كلمات من التراث الفلسطيني و رشيد زيد الكيلاني
عن الضياع والفقد رغم الأصل الكريم
التناول الموسيقي: البداية جملة كمان ثم ايقاع مطرز بالكلارنيت وآلة الكونترباص، في اطار يخدم الحس الشعبي وتخرج الى موال العتابا وتعود للأغنية
تحميل الحالة على لفظ أو حرف(أعرفه-ولفه-لاح-ملاح) مط الحرف الأخير حسب النطق الريفي للتحفيز وجذب الانتباه.
ونجد الأداء التفاعلي: في التصفيق
وتؤدي المقطع الأخير من منطقة موسيقية أعلى مؤكدة على الأصل الكريم.
وعن القصائد الفصيحة وكلها من موسيقاها سواء تلحين او توزيع
قصيدة موّال - تنويعات على يما مويل الهوا لمحمود درويش
من مستوى موسيقى عالي والساكسفون هو البطل يصاحب الموال المعروف ويغلب على الأداء تحميل الحالة على لفظ مثلا (دوني)حالة الفقد و(بقبلة) الحنية وتجلى التمثيل الصوتي للكلمة في (أدافع)حيث أشبعتها بالقوة والصلابة وتكرار عبارة (عن دفاعي أدافع) باحتفاء وتأكيد فهى جملة مفتاحية لمشروع ريم الكيلاني وتنتهى الأغنية بتيمة تفاعلية في أداء المجموعة للموال.
ورغم صعوبة كلمات هذه القصيدة في التلحين لكنها خرجت لنا رشيقة ونافذة .
قصيدة خواطر وأصداء شعر راشد حسين
تبدأ الأغنية ببيانو حزين ثم كمان حزين يصاحب نهايات كل شطر وتنطلق ريم بصوت الحقيقة القوي من منطقة موسيقية عالية وتصاحبها الة الكمان أحيانا ويغلب الأداء الصوتي تحميل حالة الحزن على الكلمات مثل(لا يا سماء) (بكت) (البائس المحروم) (هُدّا) وتنهي الاغنية بآهات من منطقة منخفضة وكأنها وصلت لعمق البؤس.
قصيدة يافا شعر محمود سليم الحوت
الموسيقا بيانو حزين في الخلفية ويغلب الأداء الصوتي تحميل حالة الفقد على كلمات(دما) (الشقيقات) (تعبت) ونهاية الأغنية مساحة للبيانو يمثل عمق الفقد وتنتهى الأغنية بهمس كأنها تنادي يافا الضائعة.
قصيدة العودة شعر سلمى الخضراء الجيوسي
في بدايتها ناي حزين ثم ايقاع ثابت والأداء من منطقة منخفضة يناسب المطالبة بحق الانسان في قبر الأم وقبر الأب والهوى المفقود. ويغلب الأداء الصوتي تحميل حالة الفقد مثلما في (نهوى-بلاياها-ضعنا)
وتنتهى القصيدة بارتفاع حدة ومستوى الموسيقا عند (وان الشوق مات وان العهد مات) ثم تترك لنا أصوات متداخلة من الحياة.
وبمناسبة ذكر قصائد الفصحى نجد في الألبوم الثاني قصيدة واحدة فصيحة بعنوان هنا اليرموك شعر اياد حياتله :بيانو رومانتيكي هامس في خلفية آداء ريم للقصيدة بشعور يغلب عليه حالة الفقد والأسى.
أما عن ألألبوم الثاني (حفل مهرجان "نور" ) صدر عام ( 2016 )
مع بداية تناول الالبوم الثاني نستعرض الأغاني المشتركة في الألبومين وأمثلة لمميزات الأداء في كل تناول.
أغنية أحبابنا (تهليلة جليلية)كلمات من التراث الفلسطيني وألحان ريم الكيلاني
عن الذين رحلو ونتألم لفراقهم
نجد التمثيل الصوتي للكلمة: يتجلى في (ما لقيت الا طير يبكي –أبكيهم )
و تحميل الحالة على لفظ: أحيانا تخطف كلمة ( راحوا) في النطق لتجسد حالة عدم الجدوى، وأحيانا تطويل (راحت)لتوحي بعمق الفقد.و(جمّد الوجد أقدامي على الشوك)تطيل نطق الشوك وتحملها بالألم.و(يا دمع عيني على حيطانهم علم)تشدد اللام في (علم) لتترك بصوتها علامة في خيالنا على ما راح كما علم الدمع على الحيطان.
أما الفارق الجوهري لهذه الأغنية في الألبومين هو طريقة التناول الموسيقي حيث.
في الألبوم الأول: البداية البيانو رقيق حالم ويخفت لتقوم هي بأداء الأغنية، وتدخل لازمة كلارنيت مغرقة في الألم وحكمة النهاية كررتها من منطقة منخفضة بكثير من الحنية في الصوت.
وفي الألبوم الثاني: البداية بيانو رقيق به الاسترخاء والدندنة بصوتها الحالم ثم يدخل عود يعطي ايحاء بالحنين. أما نهاية الأغنية جاءت من منطقة صوتية مرتفعة وبتنويع صوتي للحكمة النهائية (ما شدة عمرها دامت على مخلوق) مرة تحث الغائب على العودة ومرة كأنها صرخة وآهة ومرة كأنها تصبر نفسها.
والملاحظ أن الأداء التفاعلي في الحفل أضاف للأغنية بعد أكثر تميزا.
أغنية آه يا ريم الغزلان (من التراث الفلسطيني) جمع ريم الكيلاني
عن شرود ريم الغزلان الرمز المميز لفلسطين فتقوم بصبغ الثياب بالنيلة حزنا على الفقد.
تناولتها في الألبوم الأول: آلة اليرغول ("الأرغول" في مصر) الآلة الشعبية المميزة كونت طقس موسيقي شديد الخصوصية كذلك رقصة الدبكة والمصاحبة بالتصفيق والإيقاع.
أما حفل "مهرجان نور" /الألبوم الثاني،البداية عود فيه حوار خفي يتصاعد وتحفز الجمهور بربط الحركة والصوت: زغرودة فلسطينية من عمق التراث ليتراجع العود بجمل موسيقية ثابتة تتكرر وتوسع المجال للأداء الصوتي :وتشحذ الهمم ب (صلوا على محمد) وبرقصة الدبكة ،وتبدأ الحديث بحس المكلوم.
ونلاحظ التمثيل الصوتي للكلمة: (أنا ع الفرقة لابكي) فتنطق أبكي مشحونة بالأسى.
وتحميل الحالة على لفظ في (دورت مثله مالقيت) تطول ما لقيت لطول فترة البحث، (رماني وعني اتخلا) تكرار رماني محملة بالخوف.
وتتحول بصوتها الى الرثاء الشعبي (هيه يا مدلل يا مليح وهيه يا مدلل يا خيا)
وتنتهى الأغنية على (قلبي ع الفرقة مشلوح) بمستوى موسيقي حاد فيه صوت الحقيقة لتصل لأعلى مستوى فيه حرقة الفقد. وتتفاعل أكثر مع الجمهور بإعادة مقاطع (آه يا ريم الغزلان ) و(صلو على محمد) ويحتفي الايقاع بالجمهور حتى نهاية الأغنية.
وفي هذه الأغنية حشدت قدر كبير من الاحتفاء بنماذج شعبية تضيف للأداء التفاعلي عامة سواء الآلة الشعبية اليرغول و/الدبكة/التصفيق/الايقاع/الزغرودة /طريقة الرثاء)
أغنية الحمد لله (من التراث الفلسطيني)جمع ريم الكيلاني
من أغاني الأعراس والبناء والحصاد، وهى مفاخرة بجودة الزرع و العرايس ع الموضة لتغيظ الحساد.
الموسيقى تنتمى الى أغاني الأعراس والبناء والحصاد وتبدأ بالمهاهاه وهي من ألوان الريفيات الفلسطينيات في المناسبات، حيث يتفق الاداء الصوتي مع المناسبة حسب الموروث الشفاهي.
وتميزت هذه الأغنية في ألألبوم الثاني /حفل مهرجان "نور" بالاحتفاء بنماذج شعبية في حس النساء على الزغاريد فرحا بالحصاد ومط القوافي حسب النطق الريفي في (قصر- تعسر-فسر)
ونهاية الاغنية ذروة الأداء التفاعلي حيث التحفيز بتكرار عبارة بأكثر من شعور (الحمد الله) تؤديها بشحن معنوي ثم فرح ثم خشوع ورجاء حتى يرددها الجمهور.
بينما أغنية الحمد لله في الألبوم الأول تميزت بخفوت الإيقاع ثم تصاعد صوت المجموعة بعبارة الحمد لله مع استمرارها في الخلفية طوال الأغنية.
أغنية حولونا جمع ريم الكيلاني من التراث الفلسطيني
عن استجابة البعض لضغوط التفريط في العرض لنيل منصب، متمثلة في أغنية من تراث الأعراس حيث يتوجه وفد العريس إلى بيت خال العروس لاستلامها، قائلين "حولونا"، بمعنى "افتحوا الأبواب وأدخلونا".
بداية الأغنية بالتصفيق للتنبيه وجذب الانتباه ويستمر هذا الايقاع كخلفية بينما صوت المغنية فيه قوة الحقيقة.
ونلاحظ تحميل الحالة على حرف: في (حولونا)نجد (نا)مشحونة بالحسرة وأحيانا تزيد عليها (ياء) بما يقربنا من أصوات النساء عند التعديد أثناء الرثاء.
ويرن صوتها وتمطه في (بنته)مشحونة باللوم.
وتنتهى بأداء لفظ (آمان آمان) يتماس مع حالة تلبية الفلاحين لأوامر السلطان عند إصدار أمره أو الفرمان.
أغنية فراقيات وصلة يارايحين النبي ويهلل لك( تراث فلسطيني) جمع ريم كيلاني
عن الفراق والاستنجاد بالنبي محمد ليصبرها على فراق المسافرين والحجاج.
وتعتمد هنا على ابراز الطقس الشعبي سواء في الموال والعلو بالصوت عند نطق (ياعين) لمزيد من التفاعل. وخلفية آلة العود التي تمثل حركة القافلة من ذهاب واياب ونهاية الأغنية حيث تؤدي المقطع الأخير باستدعاء طقس السنُونية (عند طلوع أول سِن للطفل)،وتدعو الجمهور لمشاركتها الغناء وتصل لمستوى تفاعلي آخر في ترجمة مقطع للتركية.
أغنية بابور زمر خش البحر كلمات عم المولدي زليله ألحان الهادي قِلّة
أغنية معاصرة من تونس موضوعها مشكلة الهجرة غير الشرعية لأبناء الوطن بالمراكب قاصدين أوروبا وتعرضهم للغرق وحزن أهاليهم في التعرض لمشكلة لها أبعاد كثيرة تمر بها المنطقة من الظلم والفشل السياسي والتفريط في خيرات البلاد.
نلحظ التمثيل الصوتي للكلمة:في أداء كلمة بابور بصوت آلة تنبيه المركب نفسه فتمط حروفها ,تنطق (غاب)مشحونة بالفقد والأسى وفي أداء(الصوت عالي) يعلو صوتها مع نطق عالي.وتحميل الحالة على كلمة: تنطق كلمة الأهالي بأسى وحزن على فقدهم عيالهم، وفي( يقص الموج قص الجِبن) تشدد على الجِبن احتفاء ببلاغة العبارة وعمقها في تمثيل الحالة.وفي (يحمل شباب من أرض خضرا) تنطق( خضرا) بمنتهى الأسى متماشية مع دلالة المفارقة فتونس الخضراء يهجرها أهلها.وتحميل الحالة على حرف: (الغريق) تطيل الياء بعمق الفقد وتحميل الحالة على جملة: فمشاعر الحسرة والألم والنقد للتفريط في خيرة ابناءنا (محشي معبي بخير الشباب) و(سابوه للأجنبي بلا حساب)
وكما صرخت بصوت الحقيقة الذي يدعو للانتباه لخطر حقيقي في (ماج البحر) تنهى الأغنية على تكرار بصوت محايد (الفرق بينه وبين البقر، جواز السفر) فيتفاعل الجمهور معها.
وعن تناولها لأغنيات سيد درويش في ألبومها الثاني، فهنا محك حقيقي لها كيف ستؤدي وعشرات الفنانين أدوا أغنيات خالد الذكر التي تعاقبت عليها الأجيال وظلت مؤثرة معبرة عن أحوال بدايات القرن الماضي من تمثيل أنماط وموتيفات شعبية مصرية ومازالت معبرة حتى الآن عن حالة المنطقة بأكملها.
لحن الفقها اقرأ ياشيخ قفاعة كلمات بديع خيري لحن سيد درويش توزيع ريم الكيلاني
كلماتها رد الفعل من ادعاء الانتداب البريطاني أن أزمة الحرب انتهت والوعد بأن الحياة ستكون أفضل وتتناول الكلمات واللحن وجهة نظر طائفة متعلمي مصر وقتها(الفقها) ليجسد رؤية للمتعلم المثقف الواعي بشكل كاريكاتوري سواء (تحويل الألف الى القاء مثل قساتذة أو التشديد في نطق القاف أو ادخال كلمات فصيحة ،بتناول ظريف منتقد الحال بتوقفهم عند الشماته أو الاهتمام بالملذات(النسوان) وقد يكون ذلك تشكيكا في وعيهم وقدرتهم عند التنبوء وسطحية تفاعلهم مع القضايا الكبرى.
وبالرجوع لأداء ريم نجد:-
بداية الأغنية ربكة موسيقية (تمثل ضجيج الحرب العالمية الأولى) ثم بداية بيانو وعود يصاحب صوت المغنية ويعلو وينخفض مع الصوت ليعطي بعد ثالث لصوتها ويتماس الأداء الموسيقي مع موسيقا الجاز وصوتها ملئ بالخفة والحيوية ويتراقص مع الموسيقا حسب دعوة الكلمات للرقص وتضخم صوتها حسب أداء مغنيين الجاز في الفرق الموسيقى العسكرية البريطانية في (اقر أيا شيخ قفاعة) لتضيف جاذبية في التوفيق بين المحلية والعالمية.
وتأخذ ريم الأغنية الى أداء يضيف معنى جديد للكلمات وهى الفضيحة وكأنها تنفى عدم الوعي عنهم وقصدهم في نشر فضيحة كذب تحسن الحال، واستحضار طريقة نشر الفضيحة كما في شجار النساء ويتجلى ذلك في رنة صوتها في أداء عبارات طويله تحملها بجو فضائحي (الصلح صبح قلسطه - ياما بكره ح نبقى نقلس ع التجار لما تفلس) (ياقساتذة) (ياللا نقلوظ العمة) (ونسافر على أوروبا)
وتدعم ذلك بالتفاعل مع الجمهور في اطلاق الزغاريد، كذلك تحميل حالة الحلم بنسوان أوروبا في الاندهاش في أداء(دنيا دنيا دنيا... نسوانها قلمظيه ماتقولشى مهلبية)
وتنهى الأغنية بتكرار( فيرى جود ) بعدة مستويات مرة بشقاوة ومرة بدهشة وبأداء مغنى الجاز وتكررها متفاعلة مع جمهور غربي وبطريقة أقل تكرر الحرب (خلاص فينش) وتنهى مع ارتجال الالات على طريقة الجاز من مستوى عال مضخم.
ولا أنكر أنني شخصيا شعرت باندهاش وتفاعل كأني لأول مرة أسمع هذه الأغنية وكانت هى السبب الذي حمسني لكتابة هذه المقاربة.
لحن الشيالين كلمات بديع خيري لحن سيد درويش توزيع ريم الكيلاني
الشكوى من ضيق الحال على الحُر الذى يستعين بالصبر وينتظر الفرج وأمل أن لا تطول الشدة والمتكلم هو شيال كناية عن الحمول الثقيلة على كاهل الشعب.
البداية مقدمة موسيقية واستفادة في التوزيع من موسيقى الجاز والفلامنكو بتناغم واعي بين الات العود والكونترباص والبيانو. وتبدأ ريم بأداء فيه قوة من منطقة مرتفعة تجسد فيها صوت الحقيقة والحكمة وكثير من خفة الأداء ومحايدة الصوت أحيانا.
وتتميز في تحميل الحالة على جملة: (قوللي في عرض النبي يا حسين، رايحين نلاقيها منين ومنين؟) تطويلها للاستغراب والاستنجاد.و في (أقولك ايه؟) الحيرة عما يقال في هذه الأحوال. وتحميل الحالة على لفظ: (يا لطيف) وأدتها بخفة واستغراب.
نهاية الأغنية التحفيز بتكرار عبارة بأكثر من شعور (عمر الشدة ما تطول) أدتها بصوت محايد- صوت الحقيقة طرافة –صوت رفيع للحث على الصبر والثقة في الفرج. وتصل لأقصى حد في التفاعل مع الجمهور في ترديد نداء الشيالين الذين يعينون به أنفسهم ويصبرونها (هيلا هيلا).
وفي الألبوم الثاني ( حفل مهرجان "نور")
تستكمل فيه مشروعها وتضيف لمسارها عمق أكثر في اتجاهين:-
1- التفاعل مع الجمهور بأشكال مختلفة تستحوذ فيه على انتباه الحضور خاصة في نهايات الأغاني.
-2- التوسع في تناول التراث والتوسع في الموضوعات ليشمل أغاني معاصرة فلسطينية وأغنيتان لسيد درويش وأغنية تونسية، فيهما نقد الحال بشكل واضح وتكشف معاناة الانسان في مواجهة الظلم .
والخط الموسيقي في الحفل تفاعلي يعلو ويهبط حسب حالة اللفظ عبر أداء صوتي مدروس ومشحون بحالة الأغنية والملاحظ أنها غنت قصيدة واحدة (هنا اليرموك) بالفصحى.
بذلك تتضح لنا السمات العامة لمشروع ريم الكيلاني:-
قدمت ريم الكيلاني مزيج طقسي يعيد ترسيخ الفن الشعبي الفلسطيني عبر احالتنا لطقس عناصره في الموضوعات التي تناولتها والأداء الصوتي والتفاعلي والتناول الموسيقي كالتالي:-
أولاً الموضوعات: تتميز باتساع رؤية شملت ألحان وأشعار من الثقافة العربية بمختلف مكوناتها تناولت.
1- الحنين للوطن 2- احياء التراث الشفاهي الريفي الفلسطيني 3- نقد الحال.
ثانيا :الأداء الصوتي:
نتندر بالمطرب الذي يجيد نطق مخارج الحروف بشكل سليم لكن ريم تجاوزت ذلك لما هو أبعد فتميز الأداء الصوتي عندها بالتالي:-
1- الاستعانة بالموروث الشعبي سواء قوالب أوطرق أداء: مثل طريقة الريفيات قي أغاني الحصاد أو الرثاء أو الموال أو النطق الريفي أحيانا بمط الحرف الأخير..كما في أغنية آه يا ريم الغزلان حيث تؤدي أداء الرثاء (هيه يا مدلل يا مليح وهي يا مدلل يا خيا)
2- التمثيل الصوتي للكلمة: حتى تشبع الكلمة بمعناها وشعورها ونجدها تجلت في أغنية بابور زمر بأداء كلمة (بابور) بصوت آلة تنبيه المركب نفسه.
3- تحميل الحالة على لفظ: بتحميل الكلمة أو حرف منها بحالة الأغنية بشكل عام.
4- الأداء البسيط المعبر دون استعراض مهارات الصوت التي غالبا ما يبرزها المطرب العربي ليحتفي بصوته.
ثالثا الأداء التفاعلي:
اهتمت به كفعل تحريضي لتحفيز الجمهور على الدخول للحالة والتعريف بتراثها بآليات جذابة كالتالي:
1- التحفيز بربط الحركة والصوت: مثل الزغاريد والتصفيق ورقص الدبكة.
2- الاحالة الطقسية لعناصر من الموروث الشعبي :مثل التهاليل والمهاهاة.
3- الترجمة للغة أخرى سواء على غلاف الألبوم وفي الكتيب المرافق له أو بالتفاعل المباشر مع الجمهور فتترجم أغانيها للإنجليزية وأحيانا للتركية.
4- التحفيز بتكرار عبارة بأكثر من شعور وخاصة في نهاية الأغنية مثل الحمد الله.
رابعا: التناول الموسيقى والآلات:- ريم الكيلاني بالاضافة أنها غنت جميع أغانيها فهي موزعة جميع ماغنت وتميزت موسيقاها ب:-
1-الاحتفاء بالالات الشعبية مثل اليرغول والناي والالات الايقاعية
2- اضافة تصرف موسيقي لموسيقات من ثقافة أخرى مثل الفلامنكو والجاز أبرزها في لحن الفقها
3- توظيف مختلف وداعم للعود والكمان والبيانو يبرز التراث ويضفي المعاصرة.
وعامة استحضار عناصر تراثية مثل الموال وغناء السيدات والعدودات وأغاني المهد وطريقة نشر الفضيحة كما في شجار النساء وغيرها من الموروث هو في حد ذاته كنز كبير استفادت منه في الصوت والموسيقا والأداء بالإضافة للموضوعات.
بهذه السمات قدمت لنا في ألبومين 16 أغنية كررت فيهما 3 أغاني ليكون المجموع 19 أغنية تناولت بجهد مشروعها ففي كل أغنية حتى المكرر منها توليفة مختلفة ومزيج مميز لكل أغنية.
*مقال: صالح الغازي
________________________________________________________________
ريم الكيلاني تعيد بعث جواهر التراث الفلسطيني
المقال منشور في صحيفة القاهرة الورقية
والعدد مخصص لمئوية وعد بلفور
صفحة ١٢ كاملة - عدد رقم ٩٠٢ يوم ٣١ اكتوبر ٢٠١٧
بتاريخ ٨ ديسمبر ٢٠١٧ في صحيفة رأي اليوم الالكترونية.
-------------------------------------------------------------------------------------------------
حين نستمع إلى أغنية قديمة ،نتوقف كثيراً ونركز لتصنيف الأداء والتوزيع، إنها تجربة حاسمة ومحك فاصل في تاريخ من يعيد علينا أغنية سواء تراثية أو من ابداع مغني سبق.
ويسجل التاريخ تجارب كثيرة تراوح فيها الأداء والإجادة، ورغم انتهاك العديد من المغنيين للتراث لكن هناك من يلفت النظر ويجبرك على الوقوف وقفة تقدير واحترام.
والفنانة ريم الكيلاني أعادت لنا جواهر من التراث سواء الفلسطيني ومن أغنيات سيد درويش بحالة متوهجة مدروسة ، وتؤكد عبر مشروع متصل في ألبومين أن تميزها ليس فقط كمغنية انما هي جامعة للتراث الفلسطيني فجمعت كلمات أربعة أغنيات من التراث الفلسطيني بينما ما قدمته من التراث7أغنيات،كذلك هي ملحنة وموزعة موسيقية على درجة رفيعة من الفكر.
في ألبومها الأول (الغزلان النافرة) صدر عام ( 2006 )
تقدم أغاني فلسطينية من الوطن الأم والشتات وتصدره بكلمات الشاعر محمود درويش "وعن دفاعي أدافع" ،وتهدي ألبومها إلى والدتها وترجع لها وللأمهات الكبيرات الفضل في تعلم الغناء والانتماء، لترسم مسارها على ثلاث قواعد
1- الغناء هو مرادف الانتماء.
2- الفن سلاحها للدفاع المستمر عن الهوية.
3-الشتات هو امتداد للوطن.
والتراث الفلسطيني في ريم الغزلان من التراث الريفي للناصرة مسقط رأس والدتها وكبرى مدن منطقة الجليل الوافرة بالحضارة والإرث الشفاهي. وحرصت على تقديم4 أغنيات بالعربية الفصيحة. والخط الموسيقي في الألبوم خط تراثي رصين وفيه هبوط وصعود بحدود بسيطة وتنتهى أغنياته برقة مفعمة بالحزن والأسى.
وبالوقوف عند أمثلة لأبرز ما قدمته في كل أغنية نجد ما يلي:-
أغنية قطعن النصراويات (تراث فلسطيني)
في رصد الحمل الثقيل لبنات الناصرة مقابل بنات الأنذال.
بدون موسيقى لترك المساحة لأداء الموال، ونجد التناول الشعبي يبرز في مط الكلمات على طريقة النواح.
التمثيل الصوتي للكلمة: نطقها للفظ(مايل) لتحنن القلوب على ثقل الأحمال
تحميل الحالة على لفظ أو حرف: التشديد على الهاء في (معهن) لمزيد من الأسى وبيان مدى معاناة السيدة الحامل والمرضعة ،واطالة نطق حروف(يامين)للحث على المساعدة والمعاونة.
ونهاية الأغنية من منطقة منخفضة موسيقيا بما يشبه الهمس الذي يغذي الشعور بالأسى.
أغنية عذب الجَمال قلبي(تراث فلسطيني) كلمات من التراث الفلسطيني و ريم الكيلاني
انها لا تحتاج من الجَمال راحة ولا طعام فمعه عيال لاجئين وحمولته من قهوة وزنجبيل وعجائز و تستعطفه لينقلها للوطن ويوافق لتكون رابع حمولته في اشاره لمأساة اللاجئين في الشتات وحثهم على الإصرار على حق العودة.
التناول الموسيقي: البداية تقسيم رقيق على آلة الكونترباص مع صوت أجراس الجمال ثم ايقاع مع كلارنيت يبرز خطوة الجمال وتعطى للآلات الموسيقية مساحة ارتجال بين المقاطع، والأداء الصوتي حاد لجدية الطلب.
والأداء التفاعلي ملحوظ: في (قاللي بلادي فلسطين)لإلهاب الروح الحماسية.
وتحميل الحالة على لفظ أو حرف:في (قلت له) تمط الهاء لتوحي بنفاذ الصبر،(قاللي صبرا جميلا)تحميل الحالة باحتمالية رفض الجمال، وتمط اخر الكلمات (بياتات –جوعانات) تحملها بشعور أنهن أحرار قاصدات الوطن ولسن عبئا على الجَمال، وتسأل الجَمال(رابع حمولك) بتحميل الكلمات حالة نفاذ الصبر.
و تؤدى المقطع الأخير من منطقة موسيقية منخفضة بمزيد من الرقة خاصة بعد تحقق طلبها لكنها لا تبالغ في الشعور بالفرح مثلا لأنها تعي بافتراضية الحدث.
أغنية حبل الغوى (تراث فلسطيني)كلمات من التراث الفلسطيني و رشيد زيد الكيلاني
عن الضياع والفقد رغم الأصل الكريم
التناول الموسيقي: البداية جملة كمان ثم ايقاع مطرز بالكلارنيت وآلة الكونترباص، في اطار يخدم الحس الشعبي وتخرج الى موال العتابا وتعود للأغنية
تحميل الحالة على لفظ أو حرف(أعرفه-ولفه-لاح-ملاح) مط الحرف الأخير حسب النطق الريفي للتحفيز وجذب الانتباه.
ونجد الأداء التفاعلي: في التصفيق
وتؤدي المقطع الأخير من منطقة موسيقية أعلى مؤكدة على الأصل الكريم.
وعن القصائد الفصيحة وكلها من موسيقاها سواء تلحين او توزيع
قصيدة موّال - تنويعات على يما مويل الهوا لمحمود درويش
من مستوى موسيقى عالي والساكسفون هو البطل يصاحب الموال المعروف ويغلب على الأداء تحميل الحالة على لفظ مثلا (دوني)حالة الفقد و(بقبلة) الحنية وتجلى التمثيل الصوتي للكلمة في (أدافع)حيث أشبعتها بالقوة والصلابة وتكرار عبارة (عن دفاعي أدافع) باحتفاء وتأكيد فهى جملة مفتاحية لمشروع ريم الكيلاني وتنتهى الأغنية بتيمة تفاعلية في أداء المجموعة للموال.
ورغم صعوبة كلمات هذه القصيدة في التلحين لكنها خرجت لنا رشيقة ونافذة .
قصيدة خواطر وأصداء شعر راشد حسين
تبدأ الأغنية ببيانو حزين ثم كمان حزين يصاحب نهايات كل شطر وتنطلق ريم بصوت الحقيقة القوي من منطقة موسيقية عالية وتصاحبها الة الكمان أحيانا ويغلب الأداء الصوتي تحميل حالة الحزن على الكلمات مثل(لا يا سماء) (بكت) (البائس المحروم) (هُدّا) وتنهي الاغنية بآهات من منطقة منخفضة وكأنها وصلت لعمق البؤس.
قصيدة يافا شعر محمود سليم الحوت
الموسيقا بيانو حزين في الخلفية ويغلب الأداء الصوتي تحميل حالة الفقد على كلمات(دما) (الشقيقات) (تعبت) ونهاية الأغنية مساحة للبيانو يمثل عمق الفقد وتنتهى الأغنية بهمس كأنها تنادي يافا الضائعة.
قصيدة العودة شعر سلمى الخضراء الجيوسي
في بدايتها ناي حزين ثم ايقاع ثابت والأداء من منطقة منخفضة يناسب المطالبة بحق الانسان في قبر الأم وقبر الأب والهوى المفقود. ويغلب الأداء الصوتي تحميل حالة الفقد مثلما في (نهوى-بلاياها-ضعنا)
وتنتهى القصيدة بارتفاع حدة ومستوى الموسيقا عند (وان الشوق مات وان العهد مات) ثم تترك لنا أصوات متداخلة من الحياة.
وبمناسبة ذكر قصائد الفصحى نجد في الألبوم الثاني قصيدة واحدة فصيحة بعنوان هنا اليرموك شعر اياد حياتله :بيانو رومانتيكي هامس في خلفية آداء ريم للقصيدة بشعور يغلب عليه حالة الفقد والأسى.
أما عن ألألبوم الثاني (حفل مهرجان "نور" ) صدر عام ( 2016 )
مع بداية تناول الالبوم الثاني نستعرض الأغاني المشتركة في الألبومين وأمثلة لمميزات الأداء في كل تناول.
أغنية أحبابنا (تهليلة جليلية)كلمات من التراث الفلسطيني وألحان ريم الكيلاني
عن الذين رحلو ونتألم لفراقهم
نجد التمثيل الصوتي للكلمة: يتجلى في (ما لقيت الا طير يبكي –أبكيهم )
و تحميل الحالة على لفظ: أحيانا تخطف كلمة ( راحوا) في النطق لتجسد حالة عدم الجدوى، وأحيانا تطويل (راحت)لتوحي بعمق الفقد.و(جمّد الوجد أقدامي على الشوك)تطيل نطق الشوك وتحملها بالألم.و(يا دمع عيني على حيطانهم علم)تشدد اللام في (علم) لتترك بصوتها علامة في خيالنا على ما راح كما علم الدمع على الحيطان.
أما الفارق الجوهري لهذه الأغنية في الألبومين هو طريقة التناول الموسيقي حيث.
في الألبوم الأول: البداية البيانو رقيق حالم ويخفت لتقوم هي بأداء الأغنية، وتدخل لازمة كلارنيت مغرقة في الألم وحكمة النهاية كررتها من منطقة منخفضة بكثير من الحنية في الصوت.
وفي الألبوم الثاني: البداية بيانو رقيق به الاسترخاء والدندنة بصوتها الحالم ثم يدخل عود يعطي ايحاء بالحنين. أما نهاية الأغنية جاءت من منطقة صوتية مرتفعة وبتنويع صوتي للحكمة النهائية (ما شدة عمرها دامت على مخلوق) مرة تحث الغائب على العودة ومرة كأنها صرخة وآهة ومرة كأنها تصبر نفسها.
والملاحظ أن الأداء التفاعلي في الحفل أضاف للأغنية بعد أكثر تميزا.
أغنية آه يا ريم الغزلان (من التراث الفلسطيني) جمع ريم الكيلاني
عن شرود ريم الغزلان الرمز المميز لفلسطين فتقوم بصبغ الثياب بالنيلة حزنا على الفقد.
تناولتها في الألبوم الأول: آلة اليرغول ("الأرغول" في مصر) الآلة الشعبية المميزة كونت طقس موسيقي شديد الخصوصية كذلك رقصة الدبكة والمصاحبة بالتصفيق والإيقاع.
أما حفل "مهرجان نور" /الألبوم الثاني،البداية عود فيه حوار خفي يتصاعد وتحفز الجمهور بربط الحركة والصوت: زغرودة فلسطينية من عمق التراث ليتراجع العود بجمل موسيقية ثابتة تتكرر وتوسع المجال للأداء الصوتي :وتشحذ الهمم ب (صلوا على محمد) وبرقصة الدبكة ،وتبدأ الحديث بحس المكلوم.
ونلاحظ التمثيل الصوتي للكلمة: (أنا ع الفرقة لابكي) فتنطق أبكي مشحونة بالأسى.
وتحميل الحالة على لفظ في (دورت مثله مالقيت) تطول ما لقيت لطول فترة البحث، (رماني وعني اتخلا) تكرار رماني محملة بالخوف.
وتتحول بصوتها الى الرثاء الشعبي (هيه يا مدلل يا مليح وهيه يا مدلل يا خيا)
وتنتهى الأغنية على (قلبي ع الفرقة مشلوح) بمستوى موسيقي حاد فيه صوت الحقيقة لتصل لأعلى مستوى فيه حرقة الفقد. وتتفاعل أكثر مع الجمهور بإعادة مقاطع (آه يا ريم الغزلان ) و(صلو على محمد) ويحتفي الايقاع بالجمهور حتى نهاية الأغنية.
وفي هذه الأغنية حشدت قدر كبير من الاحتفاء بنماذج شعبية تضيف للأداء التفاعلي عامة سواء الآلة الشعبية اليرغول و/الدبكة/التصفيق/الايقاع/الزغرودة /طريقة الرثاء)
أغنية الحمد لله (من التراث الفلسطيني)جمع ريم الكيلاني
من أغاني الأعراس والبناء والحصاد، وهى مفاخرة بجودة الزرع و العرايس ع الموضة لتغيظ الحساد.
الموسيقى تنتمى الى أغاني الأعراس والبناء والحصاد وتبدأ بالمهاهاه وهي من ألوان الريفيات الفلسطينيات في المناسبات، حيث يتفق الاداء الصوتي مع المناسبة حسب الموروث الشفاهي.
وتميزت هذه الأغنية في ألألبوم الثاني /حفل مهرجان "نور" بالاحتفاء بنماذج شعبية في حس النساء على الزغاريد فرحا بالحصاد ومط القوافي حسب النطق الريفي في (قصر- تعسر-فسر)
ونهاية الاغنية ذروة الأداء التفاعلي حيث التحفيز بتكرار عبارة بأكثر من شعور (الحمد الله) تؤديها بشحن معنوي ثم فرح ثم خشوع ورجاء حتى يرددها الجمهور.
بينما أغنية الحمد لله في الألبوم الأول تميزت بخفوت الإيقاع ثم تصاعد صوت المجموعة بعبارة الحمد لله مع استمرارها في الخلفية طوال الأغنية.
أغنية حولونا جمع ريم الكيلاني من التراث الفلسطيني
عن استجابة البعض لضغوط التفريط في العرض لنيل منصب، متمثلة في أغنية من تراث الأعراس حيث يتوجه وفد العريس إلى بيت خال العروس لاستلامها، قائلين "حولونا"، بمعنى "افتحوا الأبواب وأدخلونا".
بداية الأغنية بالتصفيق للتنبيه وجذب الانتباه ويستمر هذا الايقاع كخلفية بينما صوت المغنية فيه قوة الحقيقة.
ونلاحظ تحميل الحالة على حرف: في (حولونا)نجد (نا)مشحونة بالحسرة وأحيانا تزيد عليها (ياء) بما يقربنا من أصوات النساء عند التعديد أثناء الرثاء.
ويرن صوتها وتمطه في (بنته)مشحونة باللوم.
وتنتهى بأداء لفظ (آمان آمان) يتماس مع حالة تلبية الفلاحين لأوامر السلطان عند إصدار أمره أو الفرمان.
أغنية فراقيات وصلة يارايحين النبي ويهلل لك( تراث فلسطيني) جمع ريم كيلاني
عن الفراق والاستنجاد بالنبي محمد ليصبرها على فراق المسافرين والحجاج.
وتعتمد هنا على ابراز الطقس الشعبي سواء في الموال والعلو بالصوت عند نطق (ياعين) لمزيد من التفاعل. وخلفية آلة العود التي تمثل حركة القافلة من ذهاب واياب ونهاية الأغنية حيث تؤدي المقطع الأخير باستدعاء طقس السنُونية (عند طلوع أول سِن للطفل)،وتدعو الجمهور لمشاركتها الغناء وتصل لمستوى تفاعلي آخر في ترجمة مقطع للتركية.
أغنية بابور زمر خش البحر كلمات عم المولدي زليله ألحان الهادي قِلّة
أغنية معاصرة من تونس موضوعها مشكلة الهجرة غير الشرعية لأبناء الوطن بالمراكب قاصدين أوروبا وتعرضهم للغرق وحزن أهاليهم في التعرض لمشكلة لها أبعاد كثيرة تمر بها المنطقة من الظلم والفشل السياسي والتفريط في خيرات البلاد.
نلحظ التمثيل الصوتي للكلمة:في أداء كلمة بابور بصوت آلة تنبيه المركب نفسه فتمط حروفها ,تنطق (غاب)مشحونة بالفقد والأسى وفي أداء(الصوت عالي) يعلو صوتها مع نطق عالي.وتحميل الحالة على كلمة: تنطق كلمة الأهالي بأسى وحزن على فقدهم عيالهم، وفي( يقص الموج قص الجِبن) تشدد على الجِبن احتفاء ببلاغة العبارة وعمقها في تمثيل الحالة.وفي (يحمل شباب من أرض خضرا) تنطق( خضرا) بمنتهى الأسى متماشية مع دلالة المفارقة فتونس الخضراء يهجرها أهلها.وتحميل الحالة على حرف: (الغريق) تطيل الياء بعمق الفقد وتحميل الحالة على جملة: فمشاعر الحسرة والألم والنقد للتفريط في خيرة ابناءنا (محشي معبي بخير الشباب) و(سابوه للأجنبي بلا حساب)
وكما صرخت بصوت الحقيقة الذي يدعو للانتباه لخطر حقيقي في (ماج البحر) تنهى الأغنية على تكرار بصوت محايد (الفرق بينه وبين البقر، جواز السفر) فيتفاعل الجمهور معها.
وعن تناولها لأغنيات سيد درويش في ألبومها الثاني، فهنا محك حقيقي لها كيف ستؤدي وعشرات الفنانين أدوا أغنيات خالد الذكر التي تعاقبت عليها الأجيال وظلت مؤثرة معبرة عن أحوال بدايات القرن الماضي من تمثيل أنماط وموتيفات شعبية مصرية ومازالت معبرة حتى الآن عن حالة المنطقة بأكملها.
لحن الفقها اقرأ ياشيخ قفاعة كلمات بديع خيري لحن سيد درويش توزيع ريم الكيلاني
كلماتها رد الفعل من ادعاء الانتداب البريطاني أن أزمة الحرب انتهت والوعد بأن الحياة ستكون أفضل وتتناول الكلمات واللحن وجهة نظر طائفة متعلمي مصر وقتها(الفقها) ليجسد رؤية للمتعلم المثقف الواعي بشكل كاريكاتوري سواء (تحويل الألف الى القاء مثل قساتذة أو التشديد في نطق القاف أو ادخال كلمات فصيحة ،بتناول ظريف منتقد الحال بتوقفهم عند الشماته أو الاهتمام بالملذات(النسوان) وقد يكون ذلك تشكيكا في وعيهم وقدرتهم عند التنبوء وسطحية تفاعلهم مع القضايا الكبرى.
وبالرجوع لأداء ريم نجد:-
بداية الأغنية ربكة موسيقية (تمثل ضجيج الحرب العالمية الأولى) ثم بداية بيانو وعود يصاحب صوت المغنية ويعلو وينخفض مع الصوت ليعطي بعد ثالث لصوتها ويتماس الأداء الموسيقي مع موسيقا الجاز وصوتها ملئ بالخفة والحيوية ويتراقص مع الموسيقا حسب دعوة الكلمات للرقص وتضخم صوتها حسب أداء مغنيين الجاز في الفرق الموسيقى العسكرية البريطانية في (اقر أيا شيخ قفاعة) لتضيف جاذبية في التوفيق بين المحلية والعالمية.
وتأخذ ريم الأغنية الى أداء يضيف معنى جديد للكلمات وهى الفضيحة وكأنها تنفى عدم الوعي عنهم وقصدهم في نشر فضيحة كذب تحسن الحال، واستحضار طريقة نشر الفضيحة كما في شجار النساء ويتجلى ذلك في رنة صوتها في أداء عبارات طويله تحملها بجو فضائحي (الصلح صبح قلسطه - ياما بكره ح نبقى نقلس ع التجار لما تفلس) (ياقساتذة) (ياللا نقلوظ العمة) (ونسافر على أوروبا)
وتدعم ذلك بالتفاعل مع الجمهور في اطلاق الزغاريد، كذلك تحميل حالة الحلم بنسوان أوروبا في الاندهاش في أداء(دنيا دنيا دنيا... نسوانها قلمظيه ماتقولشى مهلبية)
وتنهى الأغنية بتكرار( فيرى جود ) بعدة مستويات مرة بشقاوة ومرة بدهشة وبأداء مغنى الجاز وتكررها متفاعلة مع جمهور غربي وبطريقة أقل تكرر الحرب (خلاص فينش) وتنهى مع ارتجال الالات على طريقة الجاز من مستوى عال مضخم.
ولا أنكر أنني شخصيا شعرت باندهاش وتفاعل كأني لأول مرة أسمع هذه الأغنية وكانت هى السبب الذي حمسني لكتابة هذه المقاربة.
لحن الشيالين كلمات بديع خيري لحن سيد درويش توزيع ريم الكيلاني
الشكوى من ضيق الحال على الحُر الذى يستعين بالصبر وينتظر الفرج وأمل أن لا تطول الشدة والمتكلم هو شيال كناية عن الحمول الثقيلة على كاهل الشعب.
البداية مقدمة موسيقية واستفادة في التوزيع من موسيقى الجاز والفلامنكو بتناغم واعي بين الات العود والكونترباص والبيانو. وتبدأ ريم بأداء فيه قوة من منطقة مرتفعة تجسد فيها صوت الحقيقة والحكمة وكثير من خفة الأداء ومحايدة الصوت أحيانا.
وتتميز في تحميل الحالة على جملة: (قوللي في عرض النبي يا حسين، رايحين نلاقيها منين ومنين؟) تطويلها للاستغراب والاستنجاد.و في (أقولك ايه؟) الحيرة عما يقال في هذه الأحوال. وتحميل الحالة على لفظ: (يا لطيف) وأدتها بخفة واستغراب.
نهاية الأغنية التحفيز بتكرار عبارة بأكثر من شعور (عمر الشدة ما تطول) أدتها بصوت محايد- صوت الحقيقة طرافة –صوت رفيع للحث على الصبر والثقة في الفرج. وتصل لأقصى حد في التفاعل مع الجمهور في ترديد نداء الشيالين الذين يعينون به أنفسهم ويصبرونها (هيلا هيلا).
وفي الألبوم الثاني ( حفل مهرجان "نور")
تستكمل فيه مشروعها وتضيف لمسارها عمق أكثر في اتجاهين:-
1- التفاعل مع الجمهور بأشكال مختلفة تستحوذ فيه على انتباه الحضور خاصة في نهايات الأغاني.
-2- التوسع في تناول التراث والتوسع في الموضوعات ليشمل أغاني معاصرة فلسطينية وأغنيتان لسيد درويش وأغنية تونسية، فيهما نقد الحال بشكل واضح وتكشف معاناة الانسان في مواجهة الظلم .
والخط الموسيقي في الحفل تفاعلي يعلو ويهبط حسب حالة اللفظ عبر أداء صوتي مدروس ومشحون بحالة الأغنية والملاحظ أنها غنت قصيدة واحدة (هنا اليرموك) بالفصحى.
بذلك تتضح لنا السمات العامة لمشروع ريم الكيلاني:-
قدمت ريم الكيلاني مزيج طقسي يعيد ترسيخ الفن الشعبي الفلسطيني عبر احالتنا لطقس عناصره في الموضوعات التي تناولتها والأداء الصوتي والتفاعلي والتناول الموسيقي كالتالي:-
أولاً الموضوعات: تتميز باتساع رؤية شملت ألحان وأشعار من الثقافة العربية بمختلف مكوناتها تناولت.
1- الحنين للوطن 2- احياء التراث الشفاهي الريفي الفلسطيني 3- نقد الحال.
ثانيا :الأداء الصوتي:
نتندر بالمطرب الذي يجيد نطق مخارج الحروف بشكل سليم لكن ريم تجاوزت ذلك لما هو أبعد فتميز الأداء الصوتي عندها بالتالي:-
1- الاستعانة بالموروث الشعبي سواء قوالب أوطرق أداء: مثل طريقة الريفيات قي أغاني الحصاد أو الرثاء أو الموال أو النطق الريفي أحيانا بمط الحرف الأخير..كما في أغنية آه يا ريم الغزلان حيث تؤدي أداء الرثاء (هيه يا مدلل يا مليح وهي يا مدلل يا خيا)
2- التمثيل الصوتي للكلمة: حتى تشبع الكلمة بمعناها وشعورها ونجدها تجلت في أغنية بابور زمر بأداء كلمة (بابور) بصوت آلة تنبيه المركب نفسه.
3- تحميل الحالة على لفظ: بتحميل الكلمة أو حرف منها بحالة الأغنية بشكل عام.
4- الأداء البسيط المعبر دون استعراض مهارات الصوت التي غالبا ما يبرزها المطرب العربي ليحتفي بصوته.
ثالثا الأداء التفاعلي:
اهتمت به كفعل تحريضي لتحفيز الجمهور على الدخول للحالة والتعريف بتراثها بآليات جذابة كالتالي:
1- التحفيز بربط الحركة والصوت: مثل الزغاريد والتصفيق ورقص الدبكة.
2- الاحالة الطقسية لعناصر من الموروث الشعبي :مثل التهاليل والمهاهاة.
3- الترجمة للغة أخرى سواء على غلاف الألبوم وفي الكتيب المرافق له أو بالتفاعل المباشر مع الجمهور فتترجم أغانيها للإنجليزية وأحيانا للتركية.
4- التحفيز بتكرار عبارة بأكثر من شعور وخاصة في نهاية الأغنية مثل الحمد الله.
رابعا: التناول الموسيقى والآلات:- ريم الكيلاني بالاضافة أنها غنت جميع أغانيها فهي موزعة جميع ماغنت وتميزت موسيقاها ب:-
1-الاحتفاء بالالات الشعبية مثل اليرغول والناي والالات الايقاعية
2- اضافة تصرف موسيقي لموسيقات من ثقافة أخرى مثل الفلامنكو والجاز أبرزها في لحن الفقها
3- توظيف مختلف وداعم للعود والكمان والبيانو يبرز التراث ويضفي المعاصرة.
وعامة استحضار عناصر تراثية مثل الموال وغناء السيدات والعدودات وأغاني المهد وطريقة نشر الفضيحة كما في شجار النساء وغيرها من الموروث هو في حد ذاته كنز كبير استفادت منه في الصوت والموسيقا والأداء بالإضافة للموضوعات.
بهذه السمات قدمت لنا في ألبومين 16 أغنية كررت فيهما 3 أغاني ليكون المجموع 19 أغنية تناولت بجهد مشروعها ففي كل أغنية حتى المكرر منها توليفة مختلفة ومزيج مميز لكل أغنية.
*مقال: صالح الغازي
________________________________________________________________
ريم الكيلاني تعيد بعث جواهر التراث الفلسطيني
المقال منشور في صحيفة القاهرة الورقية
والعدد مخصص لمئوية وعد بلفور
صفحة ١٢ كاملة - عدد رقم ٩٠٢ يوم ٣١ اكتوبر ٢٠١٧
![]() |
إضافة شرح |
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------,
كما نشر المقال بعنوان
بتاريخ ٨ ديسمبر ٢٠١٧ في صحيفة رأي اليوم الالكترونية.
----------------------------------------------------
#ريم_الكيلاني
#القدس_عاصمة_فلسطين
و #القدس_فلسطينية
![]() |
(ريم الكيلاني..الفن السلاح للدفاع عن الهوية)
على الرابط
http://www.raialyoum.com/?p=792046 بتاريخ ٨ ديسمبر ٢٠١٧ في صحيفة رأي اليوم الالكترونية.
----------------------------------------------------
#ريم_الكيلاني
#القدس_عاصمة_فلسطين
|
تعليقات
إرسال تعليق