صالح الغازي المشهد الموسيقي المصري المعاصر.. من الجيل الذهبي حتى المهرجانات

  


حين نتحدث عن جيل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، فالحديث يشمل مجموعة كبيرة من المطربين الكبار، هذا الجيل الذهبي كانت أركانه من الملحنين: عبد الوهاب، وسيد مكاوي والسنباطي والموجي والطويل وبليغ حمدي وسلطان وعلي إسماعيل ومحمد فوزي، وفريد الأطرش، هذا الجيل استفاد كثيرا ممن سبقوه وأخذ خطوة كبيرة في تاريخ الموسيقى، كان الفضل فيها لأفق فتحه سيد درويش، حيث أضاف مثلا تجسيد الحالة وتلحين معنى اللفظ، في حين أن من سبقوه اعتمدوا على التطريب.

بعد هذا الجيل كانت نظرة متابعي وممارسي الموسيقى المصرية أن التحدي كبير، من الذي سيظهر بعدهم؟ ما الجديد الذي سيقدمونه؟ هل سيحدث تغيير في الموسيقى المصرية أم سيظل هذا الجيل الذهبي معجزا لمن بعده؟

الجيل التالي

الجيل التالي ظهر فيه من كان امتدادا للسابقين، ومنهم من خطا خطوات للأمام، وأنجز تأثيرا عميقا وأفادوا الإبداع المصري والعربي.

هذا الجيل من صناع الموسيقى، واكب تطور الموسيقى العالمي وأبرزهم من وجهة نظري:

■ محمد نوح : التمثيل الدرامي الموسيقي للكلمة والتصرف الصوفي وتوظيف الحس والموتيف الصوتي الشعبي.

■ هاني شنودة : الأداء الغربي البسيط اللطيف الرائق المنطلق وغالباً الساعي لاصطياد الدهشة.

■ عمار الشريعي : الأداء الشرقي الرصين وقدرة ملحمية على حشد المشاعر والشجن.

■ أحمد منيب : تناول التراث النوبي وإيقاعاته ونغماته مع الحنين والحكمة.

■ يحيى خليل : تناول موسيقى الجاز في منطقة شرقية حاشدة بالإيقاعات والآلات الموسيقية الغربية مبتكراً جواً مختلفاً وملهماً.

■ عمر خيرت : توظيف الأوركسترا الغربية لتقديم أعمال ملحمية شرقية ساحرة.

■ راجح داوود : تناول لافت للمؤثرات الصوتية الموحية المعبرة عن الفطرة والهواجس.

■ وجيه عزيز: الاحتفاء بالحالة واصطياد إيحاءات وجودية الإنسان ونوازعه.

وقدموا وجهات مميزة سواء في الغناء أو الموسيقى التصويرية ومقدمات الأعمال الدرامية وأثروا في كل معاصريهم، وسار عدد كبير من صناع الموسيقى على خطواتهم، وقد يرى البعض إضافة لهم أسماء مثل رياض الهمشري وياسر عبدالرحمن و الشرنوبي وأحمد الحجار ويحيى غنام و الأخوان إمام، أو يتبعهم بعمرو مصطفى وعزيز الشافعي وغيرهما، لم لا؟ 


صناع الموسيقى

ومن المطربين نماذج شديدة التميز، كلهم تعاونوا مع أبرز صناع موسيقى الجيل، منهم:

■ محمد منير: مشروعه تكوين لون مصري بدأ بالنوبي وقدم رؤى موسيقية وتوزيعات جريئة.

■ علي الحجار: الصوت القوي والتنوع بين الرومانسية والأغاني الدرامية والالتزام بالموسيقى الشرقية.

■ أنغام: الشعور الأنثوي المميز والرقة وقوة الإحساس.

■ مدحت صالح: صوت دافئ مريح التنوع بين الرومانسية والشجن.

■ عمرو دياب: صوت عذب مشروعه اصطياد جملة موسيقية سريعة التداول والاهتمام بالتوزيع الموسيقي، والتنوع عبر مواكبة الموضات الشبابية وجو المرح.

■ شيرين عبدالوهاب: الصوت الهادئ مشروعها الشحن العاطفي.

ويمكن أن يكون بجانبهم: عمر فتحي وعماد عبدالحليم ومحمد الحلو وهاني شاكر وغيرهم، وقد يتبعهم هشام عباس وعلاء عبدالخالق وهناك أصوات تقاربت معهم وأصوات تعتبر امتدادا لهم.

التوزيع والعزف

كما أن الفرق الموسيقية مميزة في مسارين: الكلاسيكي مثل الموسيقى العربية وكورال الأوبرا، والثاني بداية من المصريين والأصدقاء ورباعي نوح والفور إم والجيتس وصن رايز، وصولا إلى مسار إجباري وكايروكي ووسط البلد وغيرهم.

وهناك ملمح مهم مع بداية الثمانينات، حيث انتبه صناع الموسيقى إلى أهمية التوزيع الموسيقي وكان من أبرز الموزعين عماد الشاروني وطارق مدكور وحميد الشاعري وطارق عاكف وحسام حسني وحسن الشافعي وغيرهم. ولاستكمال هذا المشهد لا نغفل وجود عازفين استثنائيين مثلا في الناي عبدالله حلمي، والبيانو عمر خيرت، وفي الايقاع سعيد الارتيست، وفي الكمان رباعي شرارة وعبده داغر، وفي القانون ماجد سرور وغيرهم.

كتّاب الأغاني

وعن كتاب الأغاني هناك شعراء كبار ساهموا في رقي الأغنية، بداية من بيرم التونسي ومرسي جميل عزيز وحسين السيد، ثم حداد وجاهين وعبدالرحيم منصور ونجم والأبنودي وسيد حجاب ومجدي نجيب وابراهيم رضوان وجمال بخيت وغيرهم.

المشهد يوحي بزخم وثراء كبير، إذاً ما السبب وراء صدارة نوعية موسيقى المهرجانات في مصر؟

رغم أن الموسيقى المصرية استطاعت التواصل بشكل مميز بعد الجيل الذهبي ولم ينقطع هذا الوصل.

موسيقى المهرجانات تصنف على أنها موسيقى شعبية، فيطلق عليها «الراب الشعبي»، ويلزمنا ذلك بالتدقيق في مشهد تكوين الموسيقى الشعبية المصرية في القرن الأخير. 

الموسيقى الشعبية

تحت الأفق نفسه الذي فتحه سيد درويش للموسيقى المصرية، ظهر الجيل الذهبي للموسيقى الشعبية المصرية ونجومه من ناحية التأثر بالموسيقى الشرقية، وتقديم موسيقى أقرب إلى إيقاع الشارع القاهري ومزاجه ولهجته، وأبرزهم: عبدالمطلب ومحمد رشدي ومحمد قنديل وعبدالعزيز محمود وكارم محمود وشفيق جلال ومحمود شكوكو، وعن تميّز الأخير الشهير بـ«شكوكو» ظهر برقصاته وحركاته الحيوية وبتقليده للأراجوز كان ذلك بحد ذاته نمطاً متميزاً جمع بين الفن الشعبي بصرياً وحركياً وصوتياً، كما أذكر فرقة رضا التي أسهمت في هذا الوقت بدور مهم في الفن الشعبي المصري بصرياً وحركياً وصوتياً، وأذكر أيضاً محمد الكحلاوي الذي تميّز بنوعية الغناء الديني. لكن من ناحية أخرى قدّمت الموسيقى المصرية نجوماً من رحم ثقافتها الشعبية، من نجوعها وكفورها وسواحلها، مثل: محمد طه (جمع بين الفلاحي والصعيدي)، والريس متقال (الصعيدي)، وخضرة محمد خضر(البحيرة). وبدرية السيد (السكندري) ومحمد حمام (الصعيدي والقناة)، واعتمدوا بشكل عام على الموتيفات التراثية، مثل الموال وقصص وسير الفولكلور المصري وفن القول، وتميّز كل واحد منهم بحلاوة صوت ورنة أو بحة مميزة، مظهراً فيه هويته ولهجة منطقته، وأحياناً آلة مثل الربابة أو السمسمية، تقدم هذا الجيل بإسهامات فكرية ناضجة من يحيى حقي وزكريا الحجاوي وثروت عكاشة، لذا ازدهرت هذه النوعية، ففي كل منطقة ومحافظة مصرية مغنٍّ شعبي مشهور بالسير الشعبية والموال، وأبرز من عرفناه ويعتبر امتداداً لهذا النمط الفنانة فاطمة عيد، ولا يزال هذا النمط موجوداً.

لكن حدث تراجع، خصوصاً مع عصر الانفتاح، وتغيّرت الموسيقى الشعبية وخرج نجوم الغناء الشعبي من حفلات أضواء المدينة والاحتفاء به من الحفلات الرسمية والعامة، وعرض أغانيهم في التلفزيون الرسمي إلى الكاسيت والأفراح والملاهي الليلية، ظهر اتجاهان للموسيقى الشعبية، اتجاه مثله أحمد عدوية وصاحبه عدد كبير من المغنين، مثل رمضان البرنس وعبده الاسكندراني وجمالات شيحة وحسن الأسمر وكتكوت الأمير وغيرهم. وكان لكل صوت جمالياته وسماته ومنطقة نفوذه الغنائي، ولكل منهم جمهوره، وجمعوا بين الغناء القاهري الشعبي والموال، ويستمر هذا النمط الموسيقي حتى الآن أيضاً. وعلى نفس المزج الشعبي بموسيقى عصرية، سار حكيم وخالد عجاج وبهاء سلطان وحماده هلال وغيرهم.

الإنشاد الديني

ويجدر بالذكر أن هناك نمطاً موسيقياً آخر له تكوين مختلف، وهو الإنشاد الديني الذي ظهر بعد الربع الأول من القرن الماضي ضمن المؤسسة الدينية مع ابتهالات وأدعية الشيخ علي محمود والشيخ الفيومي ونصر الدين طوبار والشيخ عمران والنقشبندي وطه الفشني. وفي الربع الأخير من القرن الماضي أصبح أقرب إلى الغناء الصوفي، وارتبط بالموالد والاحتفالات الشعبية الدينية، ولقي رواجاً كبيراً في القرى، ومنهم الشيخ أحمد التوني والشيخ ياسين التهامي والشيخ أحمد برين، وعدد كبير مستمر حتى الآن، يعتمد على المدح النبوي والقصص الدينية وأشعار الصوفية.

تاريخ متشعّب

الموسيقى في مصر تاريخ متشعب وواقع ليس بالهيّن رصده في مساحة المقال، وعن الجيل الذهبي في الموسيقى المصرية ألاحظ أن الذي طوّر فيه في جانب الموسيقى العربية هم الموسيقيون من فئة الملحنين، كما أسلفت بداية من سيد درويش ثم عبدالوهاب إلى نوح وعمار و شنوده وغيرهم، بينما الموسيقى الشعبية في نمط منها اعتمد على وعي المفكر مثل حقي والحجاوي وعكاشة، وباقي أنماط الغناء الشعبي وحتى الديني يعتمد على شخصية المغني وجهده الفردي.

وكل الأنواع على حد سواء موجودة حتى الآن في المشهد بنسب مختلفة، ولا ننسى أن مصر كثيرة العدد، وهي أمة تحب الفن، لذا قد نصنف نوعية إنها قليلة، لكن عشاقها بالملايين.

لكن الوضع الآن أن المهرجانات أو موسيقى التكنو ظاهرة متنامية وكل الأعمال الجذابة، والأغنيات المشهورة الشائعة والمشاهدات العالية من هذه النوعية تكاد تكون منفردة على الساحة، لتتكون علامات تعجب كبيرة، انها إقصاء لكل العناصر السابقة وجهدها الإبداعي المتراكم من أجيال وعازفين ومطربين وموزعين وملحنين ومؤلفي أغانٍ!

التغيير الكبير

حصل التغيير الكبير بالتزامن مع بداية الألفية الثانية، حيث تغيّرت طرق التسويق والانتشار، وهو ظهور قنوات فضائية مصرية خاصة، وانتشار واسع لأطباق الستالايت، وتزامن ذلك مع انتشار الإنترنت ثم شبكات التواصل الاجتماعي، التي كونت فكراً ورؤية مختلفة لجيل مختلف لا يعتمد على التواصل بقدر ما يعتمد على معرفة عشوائية أحياناً، وأحياناً أخرى ارتجالية، ومنها ما يرتبط مع من سبقه ويطوّر عليه، وأنتجت ظاهرة تبتعد نسبياً عن التطور التاريخي، وتقترب كثيراً من التطور التكنولوجي والتسويقي والمعلوماتي، وكذلك الظرف السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

فهذا النمط الجديد نتج في عصر تغيرات سياسية في العالم كله، لكن بالنسبة لواقعه توقف الأمر تماماً، فالوضع الاقتصادي والاجتماعي فيه تحدٍّ غير مسبوق، والوضع السياسي شهد تغيّرات مزعجة وخيبات متلاحقة.

في تقديري بدأنا نشعر ببدايات لهذه الظاهرة مع توافر مساحة تواجد غنائية كبيرة لشعبان عبدالرحيم، وقتها ظهر احتفاء شعبي بشخصية اللمبي، وظهرت أنماط مشابهة في الحياة الفنية، ورغم أن الجميع هاجمها فإنها كانت محل ترحيب وعاشت في الشارع، واستغلها مثلاً الممثل محمد رمضان وغيره في عمل تجارب أداء مضمونة الشعبية.

الأنماط الجديدة


ثم ظهر هذا النوع، الذي يتماس مع الراب والهيب هوب وموسيقى التكنو وال دي جي، لا يوجد نظام موسيقي ولا قانون، إنما مجموعة إيحاءات وانفعالات، تمر على موضوعات اجتماعية، أو تتغزّل في الحبيب تستعيض عن اللحن بإظهار انفعالات وتوترات وجمل تعلق مع الناس، ولا تكترث بالتكوين الموسيقي ولا بهويتها!


على سبيل المثال أعمال أوكا وأورتيجا والمدفعجية والدخلاوي وحمو بيكا وعمر كمال وحسن شاكوش الحاصل على درع يوتيوب لتخطي قناته مليون مشترك. وتجاوزت إحدى أغنياته 63 مليون مشاهدة في أيام، وأحيانا نجد أسماء غير حقيقية، أسماء شهرة على الطريقة الشعبية، مثل تيتو المرازية وبندق وساسو. لا يشترط في المؤدي أن يكون له صوت لأن الآلة تقوم بالأمر، وكذلك لا يهمه ظهور اسمه الحقيقي إنما يهمه شهرة المهرجان، فقد نجد المهرجان معروفا بالاسم من دون معرفة من صاحبه «إنه غالبا أقرب لورشة، الأصل فيها أن يستطيع أحدهم العمل على جهاز التسجيل والآخر الدي جي وصوت مؤدٍ، وقد يوجد مؤلف كلمات وهكذا، وكأنهم دخلوا جمعية».

قد يحتوي المهرجان على كلمات تقترب إلى السوقية، وأحيانا بذيئة، وقد تصادموا كثيرا مع الذوق العام، لكن تسبب هذا التصادم في تعاظم شهرتهم! واضطر منتج الأغنية التعامل معها بمنطقها أو بالاستفادة منها، لذلك نجد مثلا تعاونا واضحا من أحمد شيبة وعبدالباسط حمودة وحكيم، وللمدقق في حال الأغنية نجد أن أغلبية الأغنيات الشهيرة تجاريا من هذا النمط أو تتماس معه.

تساؤلات

ستظل هذه التساؤلات ملحة:

هل هذا هو الاعتبار الذي أقره الشارع للتعبير عن نفسه ببساطة وبتلقائية، بعد تغييرات سياسية واجتماعية ودينية.. أم أن انتشار نمط المهرجانات أو الراب الشعبي أو الهيب هوب المصري بسبب الترويج لها وتسويقها؟

نعم قد تكون هذه النوعية ملائمة للسلعة التجارية المعروفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي باسم «ترند اليوم»، فقد تكون مناسبة وقد تكون بتمويل موجه!

لكن ما يمكن قوله إن الإبداع المصري موجود وهناك أساتذة كبار بكامل عطائهم، والتجاور لكل الألوان مطلوب، والإقصاء في الفن أمر غير وارد، إنما في نفس الوقت الانحياز لإنتاج نوعية غير راقية وتسويقها هو إفساد للوعي.

وللإجابة على تساؤل، من المسؤول؟ وكيف نميز بين الراقي وغير الراقي؟

في الحقيقة أنه لا أحد مسؤول، بمعنى لا يجب وضع الفن تحت سلطة الرقابة ولا نقابة الموسيقيين ولا الدولة ولا الأوبرا ولا وزارة الثقافة.

المفترض كل منها لها دوره الذي يقوم به من دون فرض لون أو نمط، مثلا أن تدعم وزارة الثقافة الفن الشعبي وفرقة رضا، وأن تدعم الأوبرا حفلات الفنانين المتميزين وفرق الموسيقى العربية والكونسرفتوار وغيرها، نقابة الموسيقيين على مسافة متساوية من كل مبدع موسيقي، مثلا في دعم حقوق الأداء العلني والملكية الفكرية وغيرها.

إن الفن الحقيقي يقود الأمم للرقي ودليل على التنمية الحقيقية، ويحتاج إلى تمويل ورعاية ليظل التساؤل الأكبر هل هذا الاختلال وإهمال التراكم الإبداعي سمة للعصر؟ هل عصر التواصل الاجتماعي والثقافة المفتوحة والمعارف السهلة، عصر الانهيارات الكبرى، عصر ضعف الاهتمام بالثقافة المحلية والفن والابداع عامة؟! هل يحدث ذلك في كل البلدان بنسب مختلفة؟


رابط المقال على موقع صحيفة القبس

https://alqabas.com/article/5882387

 القبس الثقافي 

مقال: صالح الغازي  

المشهد الموسيقى المصري
من العصر الذهبي إلى المهرجانات
بتاريخ 30 أبريل 2022

والعدد بصيغة pdf بالرابط
عدد ابريل 2022

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل صالح الغازي Saleh Elghazy

غربلة| صالح الغازي يكتب: اقرأ يا شيخ قفاعة

مقال فى رواية ( بار أم الخير) للروائي محمد داود

بروفايل صالح الغازي

بروفايل صالح الغازي

أم الطرمان تعرف لغة عيالها

فريد ابو سعدة "مصوراتي لا يكف عن الكلام"

أنتمي لإبداعي ..شهادة الشاعر صالح الغازي في الكتابة والشعر

ريم المحمودي في لقاء عن أحدث ابداعاتها (بعض مني)

الفنانة المصرية دنيا مسعود