كلمة الأمير.. العزاء والطموح
إن رحيل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، رحمه الله، حدث شديد الدقة في تاريخ المنطقة، فالراحل يشهد له القاصي والداني أنه أمهر الدبلوماسيين في المنطقة ومهندس سياسة الكويت الخارجية، فهو الذى نأى ببلاده عن الصراعات الإقليمية والدولية لتنعم البلاد بالاستقرار وبعلاقات ودية مع الجميع حتى في أحلك الظروف، شهدت البلاد في عهده نهضة تنمويّة حولتها إلى مركز تجاري عالمي، وأطلقت الأمم المتحدة على الكويت «مركز العمل الانساني»، وتقلد عن جدارة لقب قائد العمل الإنساني. ولا يسعني إلا التقدم بالعزاء في رحيل المغفور له «أمير الحكمة والسلام»، صاحب الإنجازات التي لا يمكن حصرها في مساحة المقال، لكن نلمسها في ردود أفعال العالم كله وشعبه بمشاعر العزاء والأسى والتمنيات بالرحمة.
عقد مجلس الأمة صباح 30 سبتمبر 2020 جلسة خاصة، أدى سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح اليمين الدستورية لينصب الأمير السادس عشر لدولة الكويت، وألقى كلمته الأولى التي تابعناها وشاهدنا تأثره النبيل، وأتوقف عند رسائل غاية في الأهمية وكلمات لها دلالات مهمة، رغم قصرها فإنها كلمات صابرة وشاملة وأصيلة مطمئنة ومتفائلة.
أولاً: وصفه للأمير الراحل «الرمز الخالد الشامخ» فيه تقدير مسيرة الأمير الراحل ونهجه واعتبار توجيهاته السابقة وإنجازاته وأعماله مصدر فخر وعزة، وهذا ليس غريباً عليه فهو قد عمل في إدارة شؤون البلاد وله إسهامات متميزة وخبرة عميقة في صنع وتنفيذ السياسات. فعمل وزيراً للداخلية والدفاع والشؤون الاجتماعية ثم ولياً للعهد، مما يجعله على وعي كبير بما تمر به أمته.
ثانيا: وصف نصائح الأمير الراحل «النصائح الأبوية» دليل على الأصل والاحترام لمكانة الأمير الراحل، فهو ليس أخاً عادياً بالنسبة له، ليؤكد بذلك استكمال المسيرة.
ثالثاً: وصفه للكويت بـ«كويتنا الغالية - وطننا العزيز» فيه تعبير على قدر الوطن والشعب والقرب الشديد لقلبه.
رابعاً: دعوة الجميع إلى التعاون ووحدة الصف لتجاوز هذا الظرف الدقيق بتضافر الجهود والاتحاد والإخلاص والعمل الجاد لخير ورفعة الكويت وأهلها الأوفياء.
خامساً: التأكيد على استمرار واستقرار النهج العام، حيث أكد على الاعتزاز بالدستور والفخر بدولة القانون والمؤسسات.
سادساً: التصدي لحمل المسؤولية الجسيمة بروح الأمل والطموح.
سابعاً: اقتباس آيات من القرآن الكريم دلالة على طهر المقصد والاستعانة بكلمات الله، فالآية في بداية الكلمة فيها العزاء والتمنيات بالصبر لمصاب الأمة، والآية في نهاية الكلمة فيها التوكل على الله لتحمل المسؤولية. تمنياتي بالسداد والتوفيق وللكويت بالأمن والاستقرار.
------------------------------ --------------------
------------------------------
تعليقات
إرسال تعليق