10 نقاط في السياسة الثقافية


 حشدت حكومات العالم كل قوتها لتنفيذ السياسة الصحية الطارئة، وحسب توقعات الاقتصاديين أن بعد كورونا تسير الأمور في اتجاه أكثر قسوة على الكيانات الاقتصادية والشعوب، إذاً الحكومات منهكة، ومنها من سيضعف أكثر سواء بتبعيتها أو خضوعها لابتزاز أو الوقوع في فخ، كما أن هناك دولا مكانتها كبيرة تستعد لتخرج من دائرة التأثير والنفوذ. فهل لدينا خطة ثقافية طارئة لمواجهة أخطار اهتزاز المكانة الوطنية ومواجهة من يتربص للنفاذ من أي ثغرة لشق الصف بعمل الفرقة أو استغلال الظرف لتمرير مصالح ضيقة؟ الدور الثقافي الأساسي قائم في مشروعات وخطط ثقافية كبرى بلا شك، لكن في وضع الأزمة لا يقتصر فقط على التوعية الصحية وأطرح بعض النقاط كالتالي: 
أولا: تحليل الخطاب المغرض المحرض على شبكات التواصل الذي يغازل الفئوية، سواء ما يخص الشأن الداخلي أو العلاقات مع دول شقيقة. بهدف عمل توصية بالرد الرسمي السريع أو لمواجهتها. فالشعوب تتم دغدغة مشاعرها وهي سريعة الانفعال، وأحيانا لا يكون من الحكمة الانتظار لتنتقل للانشغال بأمر آخر. 
ثانيا: إشراك مستشارين من المثقفين والمفكرين لتحليل الخطابات المغرضة ووضع آليات واقعية، سواء مشروعات فنية أو ندوات أو مطبوعات أو إرشادات، أو إبراز نماذج مضيئة تحقق الهدف أو أي وسيلة مناسبة.
ثالثا: تحفيز التعاون مع الأمم الشقيقة، الاحتياج للتكامل والدعم الآن هو أمر استراتيجي في هذا التوقيت. 
رابعا: التحفيز على إعلاء قيمة العمل والمجهود من دون تفرقة في مواجهة الأزمات. 
خامسا: انتاج أعمال فنية عن أبطال وطنيين ملهمين، لاحتياج الناس في هذا الوقت لمشاعر البطولة.
 سادسا: إنتاج أعمال فنية تعظم رموزا انسانية واجهت التحديات لبث الروح الايجابية. 
سابعا: إعادة تقديم التاريخ الوطني بوسائط وأساليب عصرية لتلائم فهم الأجيال الجديدة و لتعزيز الانتماء. 
ثامنا: التوعية بأسس التفكير النقدي والعلمي، فالجماهير نزقة تميل للمبالغة وتنتقل من النقيض للنقيض سريعا.
 تاسعا: دعم المبدعين الذين توقف نشاطهم وانقطع رزقهم في الموسيقى والتمثيل والفن التشكيلي والتأليف والمسرح، بإنتاج مشاريع من النقاط السالفة لتشغيلهم والاستفادة من قدراتهم بدلا من تسربهم أو تركهم لاستقطاب فكري. 
عاشرا: التعاون مع الجامعات والمراكز والمؤسسات الثقافية الوطنية ودور النشر الكبرى لتنفيذ هذه الفعاليات والمشاريع. ما ظهر من تنمر وعنصرية لجأ لهما الإنسان بالتقارب مع من يشبهونه، والجهر بالعداء للآخر جاء ردة فعل لهذا المخيف الخفي (كورونا)، وما واجهه الإنسان من جشع بعض التجار في الأسعار، تعرضت كل حكومات العالم لذلك، وأعتقد أن النقاط السالفة جديرة بالدراسة كسياسة ثقافية طارئة.
--------------------
  10 نقاط في السياسة الثقافية
مقال صالح الغازي في صحيفة القبس
 العدد الأسبوعي الجمعة والسبت 12-13 يونيه 2020


رابط المقال  في صحيفة القبس 
#من_شباك_الباص
#السياسة_الثقافية
#كورونا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل صالح الغازي Saleh Elghazy

غربلة| صالح الغازي يكتب: اقرأ يا شيخ قفاعة

مقال فى رواية ( بار أم الخير) للروائي محمد داود

بروفايل صالح الغازي

بروفايل صالح الغازي

أم الطرمان تعرف لغة عيالها

فريد ابو سعدة "مصوراتي لا يكف عن الكلام"

أنتمي لإبداعي ..شهادة الشاعر صالح الغازي في الكتابة والشعر

ريم المحمودي في لقاء عن أحدث ابداعاتها (بعض مني)

الفنانة المصرية دنيا مسعود