(توقعات ما بعد أزمة كورونا) تحقيق : نضال ممدوح _ صحيفة الدستور



صحيفة الدستور 
 الأربعاء 08/أبريل/2020
---------------

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بكورونا، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد كورونا، وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعده، وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، وعليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها في محاولة لاستشراف عالم الغد.  

وفي هذا الصدد يقول الشاعر "صالح الغازي": هجوم فيروس كورونا تسبب في قيام الحكومات بإجراءات لم تكن في الحسبان سواء للردع أو المقاومة، تعمل الحكومات في كل اتجاه وهو بلا شك ينهك قوى الحكومات اقتصاديا وسياسيا، وتصوري أن في عالم ما بعد كورونا ستكون الحكومات الضعيفة في أقصى لحظات الضعف ليزداد احتياجها وبالتالي تبعيتها أو خضوعها، كما أن هناك قوى كبيرة تتمثل في دول لها مكانة كبيرة ستخرج من دائرة النفوذ وصنع القرار العالمي.

تابع مضيفا: وأتوقف عند الشئ الذي يجمع الإنسان هو الخوف وليس التكنولوجيا ولا الدين ولا القيم، فقط الخوف والمذهل في الأمر أن الإنسان في قمة خوفه يلجأ (للتنمر) فنجد في العالم كله مواقف يومية لا حصر لها عن تنمر سواء على جنسيات بعينها أو أقليات، ولاحظ مثلا التنمر في موقف قيام شركة عالمية تجعل عاملا يرتدى علبة التعقيم، أو فنانة تخرج عبر شاشات لتقول "ألقوا العمال المصابين في الصحراء"، ولاحظ موقف الحكومة التي تقصر في تأمين حياة البشر الذين يعيشون على أرضها، كلها أشياء تجعل التأثير عميق في الانتماء والإنسانية أيضا. 
 أما عن تأثير الجائحة على صناعة النشر يقول "الغازي": سيكون بالتأكيد هناك في القريب روايات ساذجة تحمل اسم كورونا تحاول أن تستغل الحدث٬ وأتوقع أن يزيد إنتاج روايات الخيال العلمي والديستوبيا، كما سيحاول الناشر الخروج من فكاك النشر الورقي بتعزيز طرق النشر البديلة الصوتية والإلكترونية، كذلك التوزيع، ستقوم شراكات للتوزيع الإلكتروني أو التوصيل للبيوت.

استطرد الغازي: مثل هذه الأوقات هي أوقات كارثية يتوقف الثور عن الدوران في الساقية ويرى المتأمل الأشياء بوضوح أكثر فبدلا من أنه كان يدقق النظر أو يصطاد الموقف فهو الآن يجد كل شئ واضحا٬ فتتكشف المواقف، وأتوقع سيتشكل أدب يميل إلى قيم تتراوح بين التوحش والخوف.

كما أن في (عزلتنا في البيت)، يحتمل ان يكون بيننا فرد مثل إسحاق نيوتن الذي اضطره وباء الطاعون لينعزل فأنجز أكبر إنجازاته العلمية، أقصد أنه قد يلتفت أحد الجادين إلى مشروعه فينجز شيئا مهما، على اعتبار أن الجميع كان يعاني من أنه مستهلك في الحياة اليومية.

واختتم الغازي: آخر ديوانين لي في شعر العامية المصري يحملان رؤية شديدة التماس مع المواقف التي نعيشها حاليا، ديوان (شايف يعني مش خايف) الذي صدر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب 2017 وهو عن مواجهة الإنسان للخوف والوعي بالآخرين، أما ديواني الأخير (المتوحش اللي جوايا) صدر من شهور قليلة عن دار العين وفيه توحش الذات في مواجهة العالم المخيف سواء كان التوحش في قسوتها على نفسها أو في الغضب من طبيعة علاقتها بما حولها، وعن تأثير هذا الوقت علي فمعدل القراءة عندي كما هو لم يتغير، وكذلك منتظم في الكتابة خاصة مقالي الأسبوعي، وكذلك العزلة النسبية التي أعيشها لم تتغير منذ فترة غير قصيرة إنما ما تغير بشكل أكبر هم من حولي، أراهم أكثر اقترابا من أنفسهم وأكثر ابتعادا عن أحلامهم، أما عن القادم – إن كان لي عمر وأكملت- فالقادم قد ينتج أدبا جديدا وضعت في أوراقي له عنوان (أدب ما بعد الشوطة). 
________
توقعات عالم ما بعد أزمة كورونا 
تحقيق  نضال ممدوح 
صحيفة الدستور 
 الأربعاء 08/أبريل/2020
---------------
الحوار كامل على الرابط

#صالح_الغازي
#الأدب
#كورونا
#شعرالعامية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل صالح الغازي Saleh Elghazy

غربلة| صالح الغازي يكتب: اقرأ يا شيخ قفاعة

مقال فى رواية ( بار أم الخير) للروائي محمد داود

بروفايل صالح الغازي

بروفايل صالح الغازي

أم الطرمان تعرف لغة عيالها

فريد ابو سعدة "مصوراتي لا يكف عن الكلام"

أنتمي لإبداعي ..شهادة الشاعر صالح الغازي في الكتابة والشعر

ريم المحمودي في لقاء عن أحدث ابداعاتها (بعض مني)

الفنانة المصرية دنيا مسعود