«كورونا» يكشف عن التنمُّر



تحية للمؤسسات والشركات التي تقوم بواجبها تجاه موظفيها ومرتاديها، سواء بتوزيع «ماسكات» و«جوانتيات» وتوفير المعقم، وتخصيص مساحات كافية بين الأفراد، والعناية بالتهوية والتكييف وتنظيف الأسطح باستمرار.. هذه الإجراءات نشهدها في السوبر ماركت والبنك وشركة الاتصالات، هل لأن أرباحها عالية وقدراتها الاستثمارية تمكنها من ذلك، أم لخوفها من الخسارة، أم هو دور ومسؤولية؟ هذا لا يعفي حتى البقالات أو الشركات الصغيرة، فأي شركة تقصر في إجراءات السلامة والتهوية والنظافة لموظفيها ومرتاديها تخل بواجبها الوطني والمهني في حماية موظفيها وعملائها. هذا ليس وقت الشركات التي تدفن رأسها في الرمل وتعطل تفكيرها أو تتنمر على موظفيها فتضعهم أمام الأمر الواقع فتكون هي قاتلة البشر لا الفيروس.
* واجب الشركات الخاصة التي ربحت كثيرا من سوقها وأخذت الكثير من مجهود موظفيها أن تقدم القليل من المسؤولية تجاههم وتجاه مجتمعها.
* اتباع نظم السلامة يشمل الجميع على السواء، المكان الواحد الذي نعيش فيه يجعل منا شركاء في الحياة وتجب حماية الجميع على حد سواء.
* تعطيل العمل إذا وجب ليس سياحة أو ترفيها، إنما هو إجراء احترازي لمصلحة الجميع.
* الحكومات والوزارات المختصة، وأيضا الاتحادات المهنية والدولية ومنظمات المجتمع المدني، مسؤولة عن حماية الموظفين والعمال الذين يتعرضون للإجبار على إجازات أو تقليل الراتب، ويجب ردع أي مؤسسة تقوم بذلك. وعلى الحكومات وكبار المستثمرين تعويض أصحاب المشروعات الصغيرة والمؤجرين غير القادرين، عن تضررهم من إغلاق محالهم أو فقدان أسواقهم، سواء بتوفير القروض أو بالتيسير المناسب.
* كشف «كورونا» عن التنمر على جنسيات معينة وبلدان محددة، هذه العنصرية تكشف أفكارا بغيضة وسوء ثقافة، مثلا عرض تقرير في إذاعة بي بي سي العربية عن التنمر على فتاة يابانية تدرس العربية في إحدى الدول العربية، وكل من حولها ينادونها «كورونا» ويتنمرون عليها، ما تسبب في أذى نفسي شديد لها، رغم أنها جاءت محبة للعربية ومناصرة لقضايا العرب. إضافة إلى العديد من الحالات الأخرى التي تدل على نقص الوعي، فهناك تنمر في كثير من دول العالم على الملامح القريبة الشبه للصينية، ثم ينسحب ذلك على كل ما هو صيني، حتى إن البعض يقول إنها مؤامرة ضد الاقتصاد الصيني.
كما أن هناك تنمرا رُصد ضد المصابين أو من يشتبه بإصابتهم، وهذا أمر خطير، لأنه يجعل المصاب خائفا من الإفصاح عن إصابته. فيروس كورونا يراهن على وعي البشرية في زمن حسب البعض فيه أنهم يملكون ويعرفون ويتحكمون ولا يقف أمامهم شيء، لكن الحياة تفرز درسا قاسيا ليعريهم أمام ضعفهم.


مقال صالح الغازي
  في القبس الكويتية 
  27- 28مارس 2020
للمزيد: 


رابط المقال
مقال: #صالح_الغازي
#كورونا
#التنمر
#من_شباك_الباص




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل صالح الغازي Saleh Elghazy

غربلة| صالح الغازي يكتب: اقرأ يا شيخ قفاعة

مقال فى رواية ( بار أم الخير) للروائي محمد داود

بروفايل صالح الغازي

بروفايل صالح الغازي

أم الطرمان تعرف لغة عيالها

فريد ابو سعدة "مصوراتي لا يكف عن الكلام"

أنتمي لإبداعي ..شهادة الشاعر صالح الغازي في الكتابة والشعر

ريم المحمودي في لقاء عن أحدث ابداعاتها (بعض مني)

الفنانة المصرية دنيا مسعود