"المتوحش اللي جوايا".. قصيدة للشاعر صالح الغازى (بصوت الشاعر)
أول ما أغمض
يعيد عليا المواقف
يفاجئني بأسئلة بايخة
زي اللي بيسألها زملاتي في الشغل
ممكن أحرجهم لكن ده
أعمل معاه ايه؟
و لما أجاوبه
يمسك عصايته
ويزعقلي
(غلط).
وأنا صغير
طاردني بوشوشاته
أستخبى ورا ضهر أمي
وأشاور علي مجهول،
تبصلي كأنها بتقرا عينيا
تاخدني في حضنها
لحدما أنام.
(نام نام
و أدبحلك طير الحمام)
دخل منامي
زي الإبرة ما تخرم ودان البنات
فتح الحلم على الواقع.
فبقيت أعمل اللي أفهمه،
يمكن يحل عني
لكنه بقى مكشر في وشي !
واللي حولايه
يقولو في صوت واحد
(مش متوقعين
تعمل كده!).
عارضته لما كبرت شويه
لحد ما تعبنا من بعض.
ووقفت فوق الترابيزة
واجهته قال ايه بمنتهى الشجاعة!
فبقيت أعوم وراه
و أرجع قبل مايصفر المنقذ.
وأسوق بتهور
وانا لابس حزام الأمان.
آخرتها ايه وياك؟
ما روحناش المسرح سوا
لكني سمعته بيقول للمخرج
(لو الممثل اتحرك براحته
ماكانش السيف قطف الورده)
طردني المخرج.
كان نفسي أمثل
ولو حتى دور صغير!.
قال لي:
(همساتي سرية
يسمعها المرهف بس)
وهو قادر يهيأني
أسمع بكل حواسي
فيقول لي :
(ح تلبس ايه بكره؟
بنطلون والا قميص.
أي لون؟
تي شيرت واللا جينز؟)
قادر في لحظة ياخدني سابع سما
وينزلني على جدور رقابتي.
الليل كسول
سايبني لكائن حشري
يأنب فيا :
لما حصل كذا
المفروض تزعل
ولما كذا ...تغضب
وليه لما كذا ما اتعجبتش.
يصورلي ما في خيالهم
ويلومني لو ما عملتش.
الكائن ده.
فين مكانه جوايا؟
حاسس اني ح أموت
وح يفضل هو.
مخليني متابع زنة التلاجة
لحد ما تفصل.
وينصب لي ميزان العقل
لحد ما أفكر.
ويسيبني غرقان مع التفاصيل.
أنام على جنبي.
يلزمني أنام على ضهري
ولما أتغطي
يرفس الغطا.
يعد معايا تكات المنبه
تتمحي كل الوشوش من خيالي.
فاكر الأسامي
لكن راحت الملامح.
أحاول أصطاد ملامح أي حد
مالقاش
أنا طاير
واللا نايم في الفراش؟
ساعدني
في غربتي انتمي لإبداعي
واختار قمر يكلمني.
وأدافع عن لهجة
خطفها التكرار
وحبسها الايقاع .
واخاطب ناس
مستسلمين
تبص بعيون فاضيه
وما تعلقش
ولا حتى تدوس لايك.
بسببه ميزت
اللي هجر الشعر
وضلل الناس
برنة القافية
وجلال المجاز
وسحر الموسيقا
جاهز الاعجاز
ميزت اللي استغلوا
روح شاعر مات
وقلدوووه
وحدووووه
أيوه.. الشعر
ما بيجيش بالساهل!
---------------------------------------------------------------
نشرت في بتانه نيوز 2018
رابط القصيدة على موقع بتانه نيوز
تعليقات
إرسال تعليق