الدراما التليفزيونية بين الجرأة والفن 2012 سلسلة مقالات
(1-7) دلال عبد العزيز في الهروب ممثلة قديرة بدرجة أم مصرية
مسلسل الهروب
قصة أسرة مصرية بسيطة ينشط الأب بالحركة العمالية بمدينة رشيد والابن الاصغر بالاتحاد الطلابي بجامعة الاسكندرية والابن الاكبر خريج الهندسة الذى لم يعين رغم انه الأول علي الدفعة وتقوده الظروف فيتهم في محاولة اغتيال الرئيس ويعاني من البطالة فيسافر للعمل في بورسعيد مع زوج اخته لكنه يكتشف فساده وتجارته في المخدرات فيترك العمل معه وبسبب حالته المادية يفشل في الارتباط وتجن خطيبته ،ثم يستقر للعمل في ورشة اصلاح سيارات في الاسكندرية ،ونجد الدور الأبرز في المسلسل هو دور الأم دلال عبد العزيز التي تقدمه بشكل مختلف عن كل أدوارها ووفق الكاتب بلال فضل في كتابته كدور يقف بين التراجيديا والكوميديا ،مليء بالتفاصيل والتشابك مع الحياة بكل اصرار والتعامل مع الظروف بوعي يتجلى ذلك في تعاملها مع ضابط أمن الدولة حين القبض علي زوجها في الحلقات الأولي و في تعاملها مع مشكلات اولادها وازواج بناتها وكلها تنبع من عمق المأساة لأم مصرية تتعايش مع ظروف الحياة الصعبة.
الأب : يلعب الدور الفنان الكبير عبد العزيز مخيون ويؤديه بحرفية وذكاء وصدق قد يكون سببه انه أيضا ناشط سياسي .
الأبن الأكبر(كريم عبد العزيز/محمود )له حضوره امام الكاميرا ،يلعب دوره بخفة دم تتماس أحياناً مع اسلوب محمود عبد العزيز في الأداء الكوميدي واحيانا يعتمد علي تيمة القلش قد تصل للمبالغة في الحلقات الاولي وقد تكون مبررة بالاعتماد علي تناقض الحال في النصف الأخير من الحلقات ستكون الأمور أكثر سوءاً بعد اتهامه في حادث كنيسة القديسين .ويجدر الاشارة الي حرفية ادارة المسلسل للمخرج محمد علي وروعة المشاهد المصورة قرب البحر كذلك استغلال قدرات الممثلين . فظهر الشكل النهائي علي مستوى بسيط يميل للسينمائية . المسلسل يتناول القهر الاجتماعي وسطوة أمن الدولة علي الشعب المصري قبيل ثورة يناير لكنه تناولها بفكر أقرب لاستثمار الحدث بشكل مباشر وحشد تفاصيل الظلم دون الدخول في عمق الحوادث حتي انه يتسم أحيانا بالتوثيقية وهناك عدد كبير من الممثلين أجادوا في المسلسل مثل: رانيا محمود ياسين وريم البارودي وكريم قاسم .
صالح الغازي
نشر المقال في جريدة البديل
السبت 4 أغسطس
2012
(2-7)مسلسل رقم مجهول يعيد الصدارة للدراما المصرية
يتناول المسلسل قصة محامي كبير يدير مكتباً للمحاماة وتدور الاحداث في علاقة السياسة برأس المال والرغبة في السيطرة علي الاحداث من ناحية والحياة العائلية والمكتب من ناحية أخرى .
يلعب دور المحامي الفنان القدير محمود الجندي (الاستاذ ) الذي يؤدى دورا من أهم أدواره حيث يسعي للسيطرة على كل من حوله وينفذ ما يريده وفق ترتيبه بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة من ناحية معاملته مع المقربين له أو مع خصومه ويدهشنا معرفة تفاصيل غريبة عنه مثلا: طريقة زواجه من أم نيفين، وصراحته في معرفته بأفكار الاخرين ومواجهتهم والتعامل معهم بمقدرة علي استيعاب طرق تفكيرهم مثل علاقته مع نيفين فنجده يعترف لها انه دمر والدها وأخذ مكتبه وزوجته رغم ذلك يحبها وتحبه وتعتبره أبوها وعلي الذي يكتشف انه يريد الانفصال عن مكتبه وفتح مكتب جديد ورغم ذلك يستغله ويثق فيه في نفس الوقت ورامز الذي يرتكب جريمة حرق سيارة زميلهم ثم يحتويه و يستغله. ويضطر الاستاذ لقبول قضية قتل ملتبسة متهم فيها رجل أعمال كبير تأخذ الاهتمام الأكبر في الأحداث.
أما الممثل يوسف الشريف في دور (علي ) أهم محامي في المكتب (زوج ابنة زوجة الأستاذ)، يلعب دورا مركبا بمنتهى الحرفية والبراعة فيجسد الطموح والجرأة والعجز والرغبة في السلطة والذكاء واستغلال من حوله لأهدافه وتأتي له اتصالات مجهولة تجبره علي ارتكاب العديد من الجرائم ،لكنها يرتكبها بانقياد وتدور الاحداث في محاولته معرفة من المجهول؟ ليؤكد نفسه كنجم للمستقبل.
ويلفت انتباهي هنا شدة غموض علاقته بأخيه نزيل احدى المصحات النفسية والذي يرفض الجلوس معه رغم ان الاطباء طلبوا منه ان المقابلة قد تؤدي للتحسن. مما تعد هذه العلاقة مفتاحاً لشخصيته المحيرة.
شيري عادل (نيفين) حضورها مميز وأداء ذكي ووعي بدورها، تظهر بعلاقة ملتهبة مع علي وعلاقة ملتبسة مع الاستاذ كذلك ادمانها المخدرات وحيرتها في حياتها وكثرة أسرارها .
الممثل ادوارد هو أحد المحامين في المكتب ويعتبر الدور اضافة كبيرة لإدوارد لنجده لأول مرة في دور مركب بين الحقد والغيرة والطيبة كذلك لديه سمات ضعف الشخصية وهو الجانب الذى اداه ادوارد بشكل كوميدي بارع واستطاع الايحاء بالغموض مما جعل (علي) يشك انه هو المجهول. ويلفت النظر طبيعة علاقته بالجنس الاخر سواء كانت زوجته او المتدربات بالمكتب ،فهو مكروه منهن بسبب محاولاته الساذجة الطفولية في التعامل معهن .
كذلك أشيد بكل الممثلين بمسلسل رقم مجهول لانهم أدوا أدوارهم بتميز وتوفيق .
يحمل المسلسل لغة سينمائية مختلفة ، فالموسيقا التصويرية لعمرو اسماعيل موحية تتوافق مع جو الاثارة ،والقصة والسيناريو والحوار للمؤلف عمرو سمير عاطف تخطو خطو جديده باعتبار الحالة نفسها التي تسيطر علي البطل فنجد محب السيطرة والمخادع والمنتقم ومن يقع فريسة عقدة النقص والدونية ،كذلك ذكاء وحرفية ادارة المسلسل للمخرج أحمد جلال.
المسلسل ملئ بالتفاصيل الفنية ويبتعد عن التعرض المباشر أو الخطابي للفساد أو الظلم وفيه وجبه دسمة من الاثارة والحركة والمفاجئات ،مما يجعله مسلسلا متكاملا فنيا وجديدا في صورته السينمائية الذكية . ونستطيع القول انه يعيد المسلسل المصري للصدارة والتحقق. . و استطاعت الكاميرا والمخرج التعبير بشكل فائق وتنقل الديكور من الأماكن الفقيرة الي العشوائيات وعالم تجارة المخدرات إلي مكتب المحاماة والحياة المترفة .
مقال صالح الغازي
علي الرابط
نشر في جريدة البديل الاربعاء 8 أغسطس 2012
وللتفاعل علي موقع التواصل
وللتفاعل علي موقع التواصل
(3-7) ابن النظام
يدفع رجل الأعمال الوزير عبد الحميد الغانم بابنه محمود ليخلفه في رئاسة شركاته فيبيع له الشركات ليمرر له مناقصات الوزارة وليخفف عن ذمته المالية بعض الأموال لحساسية منصبه فيدخل الأبن عالم الأعمال والسياسة ونجده يعاني دائما من شعور بتأنيب الضمير مع تطلعه لمساعدة الفقراءأو علي الأقل مساعدة أصحابه ، وتسير الأحداث وتنبع الكوميديا من تناقض رؤية الأب ورؤية الابن . فمثلاً الأب يعرفه علي الأربعة الكبار بينما هو يسهر في غرزة .
لعب الفنان القدير لطفي لبيب دور (كامل) مدير مكتب الغانم فهو يستطيع تدبير أي شئ وينقل ما يحدث للغانم الكبير، وهو الذي يرتب كل الأمور لمحمود في الشركة والعلاقات مع الكبار ،أدى دوره بحرفية وبذل مجهودا كبيرا فيه مؤكداً أن قدراته لا تُحجمها الكلاسيكية في الرؤية ولا الفقر في الأدوات.
فنان الكوميديا هاني رمزي هو ابن الوزير ،أدي دوره بنفس الطريقة الكوميدية المعتادة والمميزة له بنفس حركاته وايماءاته ولفتاته ووجهه الطيب وردود أفعاله اللطيفة مثلا استغرابه الدائم الذي يجذب الكثيرين لتلك النظرة الطفوليه المندهشة والمدهشة .
الفنان الكبير حسن حسني قام بدور الوزير ومثل الدور بخفة وحيادية الخبير.كذلك باقي كبارالممثلين منهم رجاء الجداوي، فاديه عبد الغني ، ميمي جمال ،سعيد طرابيك.
المسلسل تناول العلاقة بين السلطة والمال في اطار كوميدي خفيف وذلك امتدادا للجرأة التي اتسمت بها الدراما لهذ العام ،لكن لم يبذل جهد كبير في عناصر كثيرة في المسلسل فظهرت الأحداث عاديه ومعالجة الموضوع جاءت مباشرة دون عمق فني ،حتي المفاجأة الوحيدة هبطت من المسلسل بلا منطق لنكتشف أن محمود هو ابن السيدة التي تعرف عليها مصادفة في المستشفى! حينما كان يزور أحد أصحابه وطلب منه التبرع لأبنتها بالدم ! ،أما أداء الكاميرا والتصوير ينتمي لعصر الفيديو في حين أن باقي المسلسلات الصورة فيها أكثر جاذبية وتطور ،كما جاءت حركة الممثلين أقرب للحركة المسرحية. أما الديكور فانه تم تكراره في مسلسلات عديده(مدينة الانتاج الاعلامي). وأشيد بأغنية تتر المسلسل جاءت موفقة وموحية بأحداث المسلسل للمطرب هشام عباس صاحب الصوت اللطيف.
المقال نشر بصحيفة البديل
وللتفاعل علي موقع التواصل
(4-7) (محمود عبد العزيز أنتوني كوين المصري)
(مسلسل باب الخلق)
يحكي عن (محفوظ زلطه) مدرس اللغة العربية الذي سافر للخارج فيما يبدو لأفغانستان بحثاً عن عمل فيتورط مع جماعة من المحاربين باسم الدين . ويقرر بعد سنين طويله العودة لمصر في محاولة للاحتفاظ بسلامة ابنه من باب انه لا يسعي الا للسلام لأنه أدرك معني الفقد ليقبض عليه أمن الدولة لوجود اخبار لديهم انه الأمير الذي تنتظره الجماعات الإسلامية.
وتتصادف أحداث عديده تضعه في الصدارة سواء بشك أمن الدولة فيه لتزامن وجوده في أماكن يحدث فيها تفجيرات أو مشاجرات كبيره ،أو في جماهيريته حيث تسرب أفلام فيديو تصور خلسة يقوم فيها بدور الناصح الوطني عن موضوع التسامح الديني أو بإنقاذه الطفل عند انفجار قنبلة. وتدور الاحداث في مسقط رأس زلطه(باب الخلق) الموسوم بها المسلسل. ويطلب منه من الانضمام للحزب الحاكم والظهور بالأعلام ويستجيب لذلك ويحاول استثمار هذه العروض في تأمين أوضاعه.
ويؤدي دور زلطه الفنان الكبير محمود عبد العزيز باقتدار وحرفية وخفة و خبرة وكاريزما خاصه علي الشاشة ،وتنوع أداءه بين الكوميديا والتراجيدية لا تخلو من بعض المبالغة خاصة في الفيديوهات التي سربت له ،وكان أداؤه يتماس مع أداء أنتوني كوين في فيلم زوربا.
أما الفنان الكبير محمود الجندي يقوم بدور (حامد) زوج أخت محفوظ ،وأدي دور الرجل الطيب الذي يمشي جنب الحيط ويؤذن و يؤم المصلين لكنه يتورط بحكم قرابته لزلطه في العديد من المشاكل. والدور رغم انه عادي لكن أداه الجندي باقتدار .
أما الفنان الكبير عزت أبو عوف محامي الشيطان(نصر أبو الحسن) الذي يعمل مع الجماعات وأمن الدولة . حتي مع الحزب الحاكم الذي يريد ان يستغل شهرة محفوظ وضمه للحزب. وهو نفسه الذي كان السبب في خداع زلطه وتسفيره للخارج في الماضي . وقد أدى دوره بنفس الحيادية والذكاء الذي يتسم بهما ابو عوف في تمثيله.
والقصة كتبها محمد سليمان يتناول فيها عدة قضايا منها الاسلام السياسي والفتنة الطائفية وحياة البسطاء ومافيا الاعلام .ولعل استضافة عمرو أديب بدوره كأعلامي كان مناسبا لتعرض المؤلف للقضية الأخيرة ، لكنه كان يجب التقليل من ظهوره ، كذلك يبدو ان المؤلف استفاد من دور الشيخ حسني في فيلم الكيت كات فاستعان بلمسات منها ظهرت مثلا في شخصية محفوظ التي تحلل وتكشف وقد تساوم علي الفضح وفي حدث الميكروفون الذي نقل دون قصد من الجامع مناقشة محفوظ مع البعض ، وعموما نجح المؤلف في اضفاء بعض الغموض علي حكاية زلطه فجعلنا نتشوق لمعرفة حقيقة قصته في الخارج طوال الوقت والذي قسمها بذكاء علي حلقات المسلسل . المسلسل به عدد كبير من الممثلين(منه فضالي ابنة الأخت ،تامر هجرس الأخ ،عبير صبري زوجه الأخ، عزت ابراهيم في دور ابو حمد رجل الاعمال الخليحي وأجاد رغم المساحة الصغيرة كذلك رمزي ،ولاء ،سامح وغيرهم الكثيرين)لكن لم يستغل حشد الممثلين جيدا بالمقارنة بالقدرة الانتاجية الهائلة للمسلسل والمساحة الزمنية الطويله للمسلسل ولعل في تلك الجزئية فكر يتشابه مع فيلم (البيبي دول)لكن الفارق أن الثاني سينمائي. مما أثر علي المسلسل وأرى أنه لا مجال في الفن لاستحواذ ممثل واحد علي الكاميرا خاصة ان هناك قدرات انتاجية هائلة ،لكن المخرج عادل أديب استطاع ان يقدم لنا مسلسل بتقنية عالية وباب الخلق فيه صورة راقية مختلفة من حركة ممثلين محسوبة لديكور مناسب وتصوير واضاءه ومونتاج . كذلك أغنية التتر لفريق( واما) جاءت مناسبه ومعبره عن الاحداث و يجدر الاشارة بالفنان أحمد فلوكس الذي قام بدور ضابط أمن الدولة(شاكر) بشكل ذكي ومختلف .
هناك لازمه تقريبا اعتاد بعض الممثلين استعمالها وكلها موفقة وتضاف لعناصر جماهيرية المسلسل ومنها ضحكة عزت ابو عوف والداله علي الهروب من الموضوع ولازمة محمود الجندي (والله بعقد الهاء) والدالة علي جدية القسم ولازمة محمود عبد العزيز (سيدي يا سيدي) والدالة علي تفخيم الأمر ولازمة المصور سامح (في الجنينة) والدالة علي استحالة الحدوث .
وأخيرا يستحق الاشادة والتأكيد علي دور عم مينا هذا الدور الهام والملهم الذي ينتمي لعبقرية التقاط الحالة وأعتقد انه يمثل نمط وأداء في عالم التمثيل وعم مينا هو صديق قديم لمحفوظ ،يحكي له ما حدث وأحيانا يلجأ له ويشكو وأحيانا ينم معه عما بالحي ،وهو مصري قبطي لا وجود للعنصرية في قلبه وجسد هذا الدور الخالد المخرج الكبير سمير العصفوري .
نشر المقال في جريدة البديل السبت 12-8-2012
وللتفاعل علي موقع التواصل
(5-7)( انهيار الأسرة في مسلسل زي الورد)
عن شاب طموحاته بسيطة يلعب الملاكمة في الساحة ويحلم دخول كلية تربية رياضية يصطدم مع(ربيع ) ضابط مركز القرية فيلفق له قضية تدخله السجن فيعرف معني الظلم ويقرأ عن الحرية ويخرج ليجد أمه في مرضها الأخير تخبره قبيل وفاتها بأن رجل الأعمال المشهور (ربيع حمزاوي ) هو والده الحقيقي.
يقوم الممثل النجم يوسف الشريف بدور (علي)يلعب الدور بصدق شديد قد يحيلنا لأداء العبقري أحمد ذكي لكن الشريف له شخصية فنية مستقله وأداء مميز ، ومساحة الدور وتطور الشخصية وغموضها أحيانا فيما تهدف له ساعده علي اظهار مواهبه،كذلك لياقته البدنية وخفته في أداء الأكشن ويعرف عنه انه لاعب كاراتيه وكرة قدم. ويفرض علينا آداء يوسف الشريف انه يعرف الطريق للنجومية.
يسافر (علي )للقاهرة ليراقب (حمزاوي) ،يتصادف هجوم بعض البلطجية عليه، لينقذه ويكافئه حمزاوي بأن يعينه سائقه الخاص مما يتاح له التعرف علي اسرار حمزاوي واسرته.،و تعمل في الشركة موظفة جديده (ياسمين- أدت دورها الفنانة التونسية درة)يصادف محاولة قتلها فيتلقى علي الرصاصة بدلا منها ،لتنشأ قصة حب بينهما ويكتشف انها أخت ربيع ضابط الشرطة التي يتأكد لها ان محاولات قتلها كانت بفعل شاب ينتقم لاخته التي ماتت اثناء تعذيبها ،تلك الجريمة التي أرتكبهاالضابط ربيع .
وتقوم الدراما علي الصراع الذي يواجهه (علي) في علاقته مع والده المجرم الذي تخلي عن والدته وعنه ، ذو النفوذ والسلطة والذي يكلفه بحوادث قتل وبلطجة ...وحبه لأخت ربيع الضابط (أدي الدور الفنان محمد نجاتي) الذي تسبب في معاناته وموت امه وعدم دخوله الجامعة وانهيار حياته .
الفنان صلاح عبد الله ( ربيع حمزاوي) رجل الاعمال والذي يسيطر علي كل من حوله، ولديه النفوذ الكبير فيفعل ما يريد كذلك عنده شغف بعمل علاقات نسائية ،يؤدى الدور بحياديه دون تميز واضح ،أقرب الي الأداء المسرحي والمبالغة.
عموما المسلسل مثل أغلب مسلسلات العام حول الظلم والفساد ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة وتتناول شخصية الشرس الذي لا يترك شيئا للمصادفة. لكن المؤلف فداء الشندويلي استطاع وضع ارتكازات ذكية جعلت له مذاقا مختلفا ، مر المسلسل بأحداث هامة تحولات في مسار الدراما ابرزها موت الأم الدور الذي مثلته نهال عنبر باقتدار رغم قصره ،وسفر علي للقاهرة وتعرفه علي حمزاوي و سرقة لارا لهارد يسك عليه فضائح رجال كبار في السلطة والأعمال تخص حمزاوي واضطراره لإيذائها ثم التخطيط لقتلها.كذلك كانت هناك العلاقات الموازية لحمزاوي وقد أثرت الجو الدرامي مثل: علاقة ابن ربيع حمزاوي( باسم) والذي قام بدوره الممثل الصاعد أحمد داود بصاحب المكتب الاستشاري الهندسي (كمال عبد الرحيم) الذي ينوى الترشح في الانتخابات ضد حمزاوي ويقوم بعمل مشروع اسكان للشباب يشترك فيه باسم مع كمال .كذلك تناول لتفكك اسرة حمزاوي فالزوجة وتقوم بالدور الممثلة فيدرا، كانت لا تهتم بالأسرة وتعاني من خلل العلاقة مع زوجها وأولادها وكانت لا تهتم الا بحفلات المشروعات الخيرية الشكلية لكن حدث تطور للدور فبدأت تهتم بأسرتها و تشترك في مشروع اسكان الشباب وبدأت تحقق ذاتها.
وابنة حمزاوي وتقوم بالدور الممثلة رحمة حسن عن حبها لفنان تشكيلي تصدم فيه ثم تتعرف علي شاب في اخر في النادي يمرر لها العاطفة الرومانسية التي تحتاجها ،وهي تجسد حالة من الفقد العاطفي والضياع .
وهناك قصص عديده جديده بدأت تظهرفي الأحداث تصب في نفس المشكلات سواء الفساد أو تفكك الأسرة.
مثلا الأم الطبيبة والتي تمثله لقاء سويدان التي تبدأ تحقيق النجاح بعمل عيادة والسفر في المؤتمرات فتترك زوجها (هشام- أخو نبيله زوجة حمزاوي) والذي يمثله الفنان ناصر سيف وتطلب الطلاق وتهمل ابنها(يوسف) والذي يمثله الشاب محمد الشرنوبي ،فنجد الأم تحب شابا أصغر تسافر معه للغردقة ويضبطهما الابن هناك .و نجد حوارا بين الابن يوسف ونبيله زوجة حمزاوي تعليقا علي هذه العلاقة .
- انت حنين زي أبوك
- كان نفسي أبقي جامد زي ماما.
كذلك تقديم معان للرقي كمعادل موضوعي منها طبيعة وطريقة معاملات كمال عبد الرحيم وجلسات المقهى وأغاني نجم والشيخ امام والظهور المناسب للمطرب محمد حسن .
المسلسل في مجمله مسلسل متميز فيه صورة رائقة كذلك ادارة المسلسل للمخرج سعد هنداوي ادارة ناجحة لعناصر المسلسل من اختيارممثلين سواء المصريين أو اللبنانيين و ديكور موفق وتصوير وموسيقا ومونتاج .
اكتب مقالي هذا ونحن في الحلقة 22تمنياتي أن يستمر المسلسل علي التميز والمحافظة علي الخط الدرامي الرئيسي وخاصة دور( علي) ،أقول ذلك لانني علمت ان المسلسل علي غرار المسلسلات التركية في عدد الحلقات قد يصل الي 60 حلقة وقيل أكثر!! .فهل ينجح المؤلف في تحقيق التميز حتي نهاية الحلقات؟
تمنياتي بالتوفيق
صالح الغازي
نشر في جريدة البديل
الخميس 16 اغسطس 2012
علي الرابط
(6-7)ليلي علوي تتألق والمحروسة تنهار
(مسلسل نابليون والمحروسة )
تناول للحملة الفرنسية التي قادها نابليون علي مصر ، أدخلتنا المؤلفة عزة شلبي الأحداث من خلال ثلاث وجهات رئيسية ،أولا الحملة نجد نابليون بونابرت القائد ويجسد الطموح باحتلال مصر ويستخدم كل الحيل والأحابيل كي يفرض سيطرته علي المصريين لكن نهاية فشلت الحملة واضطروا للانسحاب ويقوم بدور بونابرت الممثل الفرنسي جريجوار كولين,كذلك ظهر عدد من القواد أبرزهم الجنرال كافاريلي المهندس المتفتح الطيب والذي سعي لنهضة علمية مثلا في انشاء المجمع العلمي والتطور الهندسي وأحب التعاون مع المصريين وأظهرته المؤلفة كانسان متحضر يحب التواصل ويسعى لنشر العلم لكنه حينما يدخل في نقاش مع البنايين عنما يفعله المحتل لا يتحدث . قتل في حصار عكا وأثر كثيرا علي الروح المعنوية للمحتل. ثانياً المماليك شخصية مراد بك ويمثله الفنان القدير سيف عبد الرحمن و يمثل تسلط المماليك وغرورهم وضعفهم وعدم معرفتهم بقوة المحتل الحقيقية . وزوجته نفيسه البيضا أم المماليك ومثلته الفنانه القديرة ليلي علوي ويعتبر اضافة كبيرة في تاريخها الفني من الأداء والصدق والطيبة، لعبت دورا كبيرا في الربط بين الأطراف كلها فهي محبوبة لدي المصريين بتقربها للسيدات المصريات فقدمت لهن أعمال الخير والخدمات من الخدمة الطبية الي التعليم وفي الاحتلال هدأت الأوضاع وبحثت عن المفقودين الخ، كذلك كانت علي علاقة ود بسفير فرنسا قبل الحملة وتعرف اللغة الفرنسية وتتابع أعمال موليير، وتبرز أهميتها حينما شك بونابرت في دعمها لمراد فأعتقلها وفوجئ بثورة سيدات مصر للأفراج عنها. ثالثا :عائلة مصرية الأم هي خديجة ومثلت الدور الفنانة القديرة سوسن بدر وأدت دوراهاماً وصادقاً بخبرتها الكبيرةهي أم مصرية حنونة وهي بوصلة البيت ، هي صديقة أم المماليك وزوجة الحاج عبد الرحمن وأداه الفنان القديرهادي الجيار .وهي أم (علي ) وأداه الفنان شريف سلامه ويمثل مجدعة ابن البلد الحداد فيه تناقضات الانسان المصري العامل من جرأة واقدام علي الحياة و التضحية من أجل من يحب ونجده يشرب الخمر ويحب النساء ولما ضاق الرزق اشتغل عند الفرنساويه ،لكنه يساعد الثوار وله أراء سياسية متشدده ضد المحتل، وتعلق قلبه برقية والتي مثلتها الممثله فرح يوسف التي مثلت عمق مأساة المرأة المصرية في مقتل والديها ولا ينسي المشهد الذي خيطتها أمها قبل وفاتها خوفاً من اغتصاب الفرنساوية لها وحفاظاً علي عفتها!وفقدت رقية طفليها ولجأت لبيت الحاج عبد الرحمن بعد تشردها ...كذلك لا يُنسي شرودها لضياع طفليها وعدم استكطاعتها للفرح ولا للزواج.
أما عن (ورد ) والتي أدت الدور الممثلة الرقيقة أروي جوده والتي كانت شغوفة بتقليد اليونانيين ثم الفرنسيين في اللغة والملبس والأكل والاتيكيت و تتباهى بطموحها وحبها للحياة .والذي دفع زوجها حسن الممثل (بهاء ثروت) الي قتلها بالخطأ لأنها لا تطيعه ووتتحداه دائما ، وظهر أبو ورد الفنان القدير صبري عبد المنعم في دور من أجمل أدواره حساسية سواء بتعليقاته علي الأحداث أو حكمته أو بحزنه علي مقتل ورد.ولا يُنسي لورد مشهد ضياع ابنها ومشهد عودتها الي بيتها وحين محاولة الزوج الاستراحة نهرته وأخرجته كي يبحث عن الولد .
واستطاع المخرج التونسي شوقي الماجري ،ان يقدم عملا متكاملا بممثلين علي درجة مهنية عالية من سوريا ولبنان وتونس وفرنسا ومصر وبطريقة اداء تمثيلي مميزة اقتربت أحيانا من أداء المخرج الكبير يوسف شاهين خاصة في مشاهد سيف وسوسن ، وباختيار مناسب لأغنية بهية للشيخ امام ونجم وبادارة معارك متقنة، مسلسل ينتمي للغة سينمائية عالية والتصوير لابراهيم حسن مميز ،.وأعطت الموسيقي التصويريه لرعد خلف عمقًاً للرؤية. وظهر الديكورمناسباً لعادل مغربي سواء في القلعة او مصر القديمة او غيرها ومكياج جميع الشخصيات متقناً لأحمد عفيفي.كذلك الاضاءة فظهركل مشهد كلوحة تشكيلية.
والأحداث اجمالاً وتفصيلاً معروفة سلفاً ولم ألحظ خلافاً تاريخياً مع ما هو معروف ولم يتوقف المسلسل كثيرا عند جدلية البندقية والمطبعة ليترك أمامنا المأساة المصرية باقية بأحداثها . فرؤية المسلسلسل أقتربت من مأساة الأسرة المصرية سواء كضحية للفرنساوية أو المماليك أو العربان قطاع الطرق أو اللصوص/ البلطجية. ومن المشاهد المؤثرة أذكر هنا : مشاهد الحرب واقتحام القرى ،خلع أبواب البيوت، زيادة الضرائب، الحاق الأطفال بالجيش للحرب ، خطف الأطفال ، خطف النساء، تدنيس الأزهر، اقتحام المقابر، كذلك استعمال المستعمر الأقباط لزرع الفتنة الطائفية. مما يحيلنا للحاضر في أحداث ومشاعر كثيرة فيما تمر به البلاد من صراع سياسي وفترة ارتباك اجتماعي و فوضى انه تماس ذكي مع الحاضر بشكل واع
.
نشر المقال في جريدة البديل
الثلاثاء 21 أغسطس 2012
(7-7) الإنتاج الأضخم بين الجرأة والارتباك
مسلسل عمر
يحكى قصة الخليفة عمر رضي الله عنه ، بتناول ما هو مشهور عنه والمتفق عليه ،ومن المعروف تميز الشاعر والكاتب د. وليد سيف في أعماله الدرامية التاريخية ،كذلك برع المخرج حاتم علي فظهرت لنا صورة ذكية علي أرقى ما يكون وعن تناول فكر شخصية عمر ،جاء تناولاً ذكيا سواء بالإسقاط قليلاً علي أوضاعنا الحالية أو بالاقتراب كثيراً من الوعي والتحليل السياسي الاستراتيجي المعاصر فظهر عمر محللاً للحدث ومفككاً ومفنداً باحثاً في الاحتمالات ،ليصل الي نتيجة لم تصل لها سوي العبقرية العمرية وبالتأكيد تجسدت هذه الرؤى بشكل واضح للمرة الأولي . لكن يؤخذ على المسلسل وجود حوارات مطولة دونما تشويق أو توقع غير معتاد ليبقي جوهر أهمية المسلسل في ظهور عمر.
ويعتبر دور عمر هو بداية مشوار الفنان والممثل (سامر اسماعيل ) جاء الأداء محسوباً حيادي الانفعال والحركة ،أما الأداء الصوتي أعتقد أنه لأسعد خليفه صاحب الصوت المميز والمعبر في أداء اشعار محمود درويش وبعض اعمال مسلسلات الكرتون ، وأري ان المزج لم يكن موفقا فقد ظهر عدم تزامن حركة الشفاه مع الصوت وعضلات الوجه والانفعال كما انتقص كثيرا من أداء الممثل وانطلاقه وابداعه . ولعل مايدور خلف الكاميرا من وجود جدل حول ظهور شخصية عمر ايضا له تأثير علي الممثل الشاب وبدى التخوف من صدور أي حركة أو لفته قد تغضب البعض سواء المؤيد و المراجع أو المعارض .
ولا شك ان مراجعة المسلسل من اساتذة وعلماء كبار (يوسف القرضاوي /سليمان العودة /عبد الوهاب الطريري /علي الصلابي /سعد العتيبي /أكرم ضياء العمري) أعطي له مصداقية ،لكن يبقي رفض هيئات ومؤسسات رسمية لا تتفق وظهور عمر. .
لكن هناك باباً جديدا انفتح في عالمنا العربي لتناول سير العظماء ،علي الأقل لإفادة أجيال جديده لا تعتني الا بالمرئي واظهار السير المجيدة في ابداع متجدد عصري.
وأشيد بالأداء المميز لممثلين كبار أجادو في أدوارهم منهم : غسان مسعود دورابو بكر /مهيار خضور خالد بن الوليد /مي اسكاف دور هند/جواد الشكرجي دورابو جهل /عبد العزيز مخيون دور ابوطالب وغيرهم كلهم أجادو لكن عموماً لم يتم كسر نموذج الأداء التمثيلي الذي قدمه الرائد المخرج الراحل مصطفي العقاد ووضع بصمته علي كل شخصية واكبت ظهور الاسلام في فيلم الرسالة. ..
المسلسل فيه حركة كاميرا ذكية وواعية كذلك الديكور خاصة ديكور مكة والموسيقا التصويري الموحية بتأمل الصحراء وتأثيرات الطبول الموحية بترقب القادم وتحريك حوالي 30 ألف شخص/ المجاميع والمعارك ظهرت علي أفضل ما يكون فضخامة الأنتاج من تليفزيون قطر والأم بي سي والتي وصلت الي 200 مليون ريال ،ظهرت علي الشاشة، كما واكبه دعاية مميزة ايضا فهو المسلسل الوحيد الذي تزامن عرضه مع نزول شركة الانتاج بتطبيقات الكترونيه علي الكمبيوترو علي الاي باد والاي فون ...الخ ....
ومثلما سبقت الدراما الايرانية العالم الاسلامي في ظهور سيدنا يوسف عليه السلام والسيدة مريم العذراء والحسن والحسين رضي الله عنهما، أثمر التعاون بين السعودية وقطر عن مسلسل عمر رضي الله عنه كخطوة كبيرة عن كل المسلسلات التاريخية والاسلامية السابقة وبشكل ايجابي فيما أرى للتنافس والتعاون الابداعي الفني في المنطقة
نشر المقال في جريدة البديل
الاربعاء22 أغسطس 2012
علي الرابط
وللتفاعل علي موقع التواصل
تعليقات
إرسال تعليق