تراوحت رواية بار أم الخيربين دقة التعبير وعمق السخرية وهى الرواية الثالثة المكتوبة كاملة بالعامية بعد رواية قنطرة الذي كفر لمصطفى مشرفة ورواية حلاوة الروح لصفاء عبد المنعم، كشف الكاتب فيها الواقع بمنتهى البساطة وبدون مباشرة وجاء تصديره للرواية بكلمات الكاتب بهاء جاهين (اعمل نفسك عبيط ده منتهى الحكمة) مشاغبا ومراوغا للقارئ. تمهل داود في فتح كنز العامية المصرية فلم يتعامل معها كلهجة فقط ولم يكتف بقدرتها السهلة على نقل الحياة اليومية أو الإحالة للجو الشعبي أو الوصول لطبقات متدنية في المجتمع. انما اشتبك معها كتراث ومكون درامي ينسج بها شخوص وأحداث ومواقف روايته محملة بدلالات تعبر عن أحوالهم وعللهم منها : 1- تحوير الكلام والأمثال والأغنيات المشهورة فالكاتب لم يكتفى بمجرد نقل المثل أو الأغنية لتدعم الحوار كما أفرد لها مساحة كبيرة من السرد ويذل المجهود الأعمق في تحوير المثل أو الأغنية ضمن سياق الدراما مثلا:- (والزعل بيحروَق جوفي زي ما يكون واكل ملوحة. روح كمان طلعت، نط عزرائين لطشها وطيران ع السما، من غير إحم ولا حنطور)(العقد شنيعة المتعاقدين) (الكره سلطان ما يغ...