المشاركات

اسكت يا صوت الجرس

صورة
هل سمعت أحدهم يتحدث في التليفون بصوت رنان ويجلجل دون الاعتبار لمن حوله؟ رغم أن هناك اتصالات تجده يتحدث بصوت خفيض رقيق ودود وحنون! ورغم أنه يتحدث مع بعض الناس كأنه قطة! نعم قد يعلو صوت أحدهم ليقول أنا هنا أعمل، يتحدث بصوت عالٍ مع الآخرين ليثبت أهميته! تخيل أنه على مسمع منك أحدهم يحادث الآخر باستمرار.. وكأن كل مهماتهما في العمل أن يتحدثا معا؟ وكل الثرثرة تدور عن أحوال البيت في آخر الأخبار، طوال الوقت يتحدثان بصوت عالٍ! نعم الصوت معيار الوجود الوحيد لبعض الناس، وقد يكون هو المجهود الأبرز في حياتهم! غالبا يعتبر صاحب الصوت المرتفع أنه يمتلك أداة أو سلاحا أومقياسا للقوة، وغالبا ما يكون العكس، ويتسبب ذلك في بغضه وكراهيته. إنما هل صاحب الصوت العالي هو قليل المعرفة وغير مهني ويحاول تعويض النقص في المعرفة أو النقص في المكانة بالصوت؟ ولأن أداته الصوت فيصعب نصحه بالصوت أو ردعه، لأنه غالبا ستكون له الغلبة، فهو مدرب وهذا ملعبه! هل تعرف سبب علو صوت الطبلة؟ لأنها فارغة وخاوية! علو الصوت صفة سيئة ويجب التخلص منها، وقد ورد في وصايا لقمان الحكيم ما سجَّله القرآن الكريم في قوله تعالى: «وَاقْصِدْ ...

حشرت أنفك في الخيمة! مقال صالح الغازي

صورة
كثيراً ما نجد شاباً يدخّن مقلداً الكبار أو مقلداً أحد النجوم، أو يلجأ إليه كلما يعصّب حتى يصير التدخين عادة لا يمكن الاستغناء عنها، وتكون النتيجة الإصابة بأمراض خبيثة! وقد يسعى أحدهم إلى استغلال زميله لمساعدته في أداء مهمة، وحين يوافق على المساعدة مرة لا يستطع منعه من تكرار الطلب، ثم يحمّله عواقب أي خطأ ينتج. قد يقترض أحدهم منك نقوداً، يطلب مئة فتعطيه، ثم يعود ويطلب خمسمئة، ثم يعود ويطلب ألفاً! قد تصادف هذه السيدة التي تتسلى مع صاحبتها وتقضي وقتاً في الثرثرة، وتنفذ بالنصح اللطيف الذي يعطي نتيجة جيدة في البداية، وبعد أن تعرف تفاصيل حياتها، تبدأ في التدخل في علاقتها بزوجها وأولادها، حتى تكبر مساحة تدخلها لتصير سبباً في مشكلة عائلية مستعصية! دراما الحياة مليئة بهذه السلوكيات، ولابد من اسم نطلقه عليها لنتمكن من الانتباه لها ومقاومتها، وعرفت هذه النوعية باسم «أنف الجمل» استناداً إلى المأثور «أن هناك تخوفاً من الجمل أن يدس أنفَه في الخيمة، لأنه غالباً سيطل برأسه كله، ثم يدخل رقبتَه، وبعدها تجده بكامل جسمه في الخيمة»! ويحضرني المثل المصري الرادع لإحراج هذه الشخصيات «حاشر مناخيرك في اللي مالكش...

في حب الموسيقى المصرية (1)

صورة
في حب الموسيقى صالح الغازي ---------------------- بعد جيل أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وبعد الملحنين العظماء مكاوي و الموجي والطويل وبليغ ، ظهر ناس ماشيه على خطواتهم ولحد دلوقتي طبعا  لكن برضه ظهر في مصر جيل مهم قوي مؤثر في الفكر الموسيقي،كل واحد أبدع في اتجاه ،لكنهم كلهم مؤثرين وراقيين وأفادوا الابداع المصري والغناء العربي وقدموا عدد كبير من المطربين والمطربات بموسيقاهم وأثروا في كل معاصريهم وفي كتير من الملحنين والموزعين والمطربين وفيه ناس مشيوا على خطواتهم  برضه... الجيل ده كان أكثر انفتاحا بيتجسد في صناع موسيقى متميزين ومؤثرين وكل واحد أبدع طابع خاص قاد به الفكر الغنائي المصري لذوق راق أبرزهم من وجهة نظري :   الموسيقار   محمد نوح : مدرسة التمثيل الموسيقي للكلمة والتصرف الصوفي  وتوظيف الحس  الشعبي. الموسيقار هاني شنودة : الآداء الغربي البسيط اللطيف الرائق المنطلق وغالبا يسعى لاصطياد الدهشة . الموسيقار عمار الشريعي الرصانة وحشد المشاعروالشجن. الموسيقار   أحمد منيب: تناول روح التراث النوبي وايقاعاته ونغماته الموسيقار...

حوار صحفي مع الشاعر والكاتب صالح الغازي

صورة
   الأربعاء، 4 أغسطس 2021 الشاعر صالح الغازي: أكتب مشاعري ورؤيتي والقصيدة تعكس روحي بلا قيود إيهاب مسعد صالح الغازي يكتب الشعر والقصة والمقال، يتخطى حواجز البوح في شعره، ويجعل القصيدة تعكس روحه بلا قيود، حيث يسعى للحفر الأعمق. كما يكتب القصة كنوع من رصد أو توثيق حكايات أو أفكار أو مشاهد. وأصدر الغازي العديد من الدواوين الشعرية المتنوعة، منها، "المتوحش اللي جوايا"، ديوان "شايف يعني مش خايف"، وأيضا ديوان "سلموا عليا وكأني بعيد"، وديوان "الروح الطيبة" وغيرها... وكان لـ "الطريق" هذا الحوار مع الشاعر صالح الغازي للحديث عن تجربته الأدبية: أيهما بدأت الكتابة به الشعر أم القصة أم المقال؟ - كتبت الشعر أولاً وصدر ديواني الأول " نازل طالع زي عصاية كمنجة" عام 1997 م وبالتزامن مع صدور ديواني الثاني الروح الطيبة 2008 في مصر، كنت أتممت مجموعتي القصصية الأولى "تلبس الجينز" وصدرت في طبعتين في السعودية ، أما عن المقال فقد بدأت تقريبا عام 2000 وكتبت المقال النقدي للكتب التي أراها تستحق وأغلبها كان في شعر العامية والرواية. هل تكتب نصوصك...

اليقظة في موسم «الرنجة» مقال صالح الغازي

صورة
ماذا تفعل لو أثناء زيارتك لأحد المعارف في شركته رأيته يلقي الأوراق في وجه موظف ويهينه على مسمع من الجميع بشدة لم تعهدها فيه، والموظف لا يرد؟ ثم يلمّ الأوراق ويمشي بمنتهى الهدوء؟ ما ردة فعلك تجاه هذا الحدث، هل ستغضب منه، توبخه، أو تقاطعه لأنه يتصرف بشكل غير إنساني مثلا؟ وما الوضع لو أنه من أسرة طيبة، وهو نفسه لطيف في معاملاته وودود! ما العمل لو اكتشفت أن هذا الموظف المهان هو عينه في الشركة وينقل له كل تفاصيل ما يحدث، هل ستفكر مثلا أنه يستاهل ما يحدث له؟ هذا الأسلوب في أكثر من موقف.. مثال آخر.. مالك عمارة يهين الحارس أمام السكان ليعطيهم انطباعاً أنه يكره الحارس ويسبّه، بينما هو الحارس ينقل له كل كبيرة وصغيرة. وهذا الحدث غالباً هو تمثيلي متفق عليه ضمنياً! وغالباً ما يكافئه صاحب العمارة على تحمله الإهانة ومشاركته التمثيل! ونجد بعدها الحارس يشكو من صاحب العمارة البخيل الفظ! إنه الأسلوب الذي يصرف النظر عن الموضوع الأساسي بموضوع فرعي غير حقيقي. والمثال المعروف على ذلك «هناك لغط حول حظر استخدام المبيدات في حقول الخضار والفواكه، لكنها أطعمة ضرورية لصحتنا»..! إنه التشتيت عن الموضوع الأصلي لا يؤد...

اليوم العالمي لمهارات الشباب

صورة
من الشائع القول حين مخاطبة الشباب أن فرصتهم كبيرة في سوق العمل، هذه الكلمات التي تضغط عليهم كثيرا ولا تعكس أي قدر من الحقيقة يجب إعادة النظر فيها، فالإحصاءات عن البطالة تفيد أنهم الأكثر عرضة للبطالة والأسباب تنحصر في اتجاهين، اتجاه يخص طبيعة سوق العمل، سواء بتوجهات الدولة أو بواقع الممارسات من الشركات، والاتجاه الآخر هو درجة تأهل الشاب واستعداده لتجاوز الانتقال من مرحلة الدراسة لمرحلة العمل مودعا الاتكالية وأخذ المصروف ثم المسؤولية عن نفسه ومصروفاته والتحقق على أرض الواقع، وأيضا درجة رضاه بالوظائف المعروضة، التي غالبا تكون أقل ابهارا مما يظن، أو رضاه بالأجور التي غالبا تكون أقل من توقعاته! ويتأهل الشباب بالتدريب لاكتساب الخبرة المهنية والحياتية، لتمكنه من الاندماج في سوق العمل بسرعة، وفتح مجالات لفرص وظيفية ملائمة. الاحتفال باليوم العالمي لمهارات الشباب في 15 يوليو، للتنبيه بأهمية تجهيزهم بالمهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل واكتساب المرونة الضرورية للتكيف. وحين نرصد أمثلة من المتميزين في حياتهم العملية نجد من كانت له موهبة منذ الطفولة وبتنميتها تميز، أو من تعلم حرفة من صغره أو من اخت...

احذر من الدبابة

صورة
ثقته في نفسه زائدة، تساعده قدراته على الاجتياح القوي الصادم، جسده ضخم أو صوته جهوري، يحتمي خلف درع واقٍ من نفوذ أو سلطة، يدافع عن هدفه أو رأيه بمهاجمة مستمرة صريحة مباشرة، ويستهدف تحطيم الهدف أو الشخص الذي تسبب في المشكلة من وجهة نظره أو تعارض مع تحقيق هدفه، وإن صادفته هادئاً فهو يقوم بعمليّة جراحيّة بالليزر. تركيزه عال، لم يفقد أعصابه رغم أنه منتفخ الأوداج، وبالمناسبة الأوداج جمع ودج وهو عرق في العنق، والأوداج الأربعة هي: المريء، والحلقوم وعرقان محيطان بهما، ويشترط عند ذبح الحيوان قطع هذه الأوداج الأربعة.  وعلى أقل تقدير هو قادر أن يضعك في الخطر ويشعرك أنك سبب كل المتاعب وتعطيل كل الأوراق، أو أنك تعيق عمله كله ولأنه يريد إنهاء المهمة بأي ثمن فلا بد من إبعادك عن الطريق. هذا النمط قد تصادفه في المحيط الاجتماعي من رجل أو امرأة، وفي المجال الوظيفي أو تجده في مسؤول، والمهم قبل أن نفكر كيف نتصرف معه، نحتاج إلى اسم ناجز نطلقه عليه كي نستدعي كل معارفنا عنه لحظة التعامل معه، وإذا راجعت معي الأنماط صعبة المراس نجده أحد أبرزها، وتم تناوله أحياناً كنمط لا يطاق، وأعتقد أن أكثر ما يليق عليه هو ...