صالح الغازي: حقوق الملكية الفكرية بين القرصنة والحماية
هل تعرّض إبداعك للقرصنة؟
هل قمت بإجراء حفظ حقوق الملكية؟
عبارة «حقوق الملكية الفكرية» تثير التفكير في أمرين، أولهما الحق في نسبة المصنف إلى مؤلفه، حيث إنها الممتلكات التي أبدعها العقل البشري، والثاني أن عصر التحول الرقمي وجهنا لنوعية جديدة في الاستثمار، وهي الاستثمار في الابتكارات والإبداعات، فهي ثروة لا تنفد، فحماية الملكية الفكرية أساس لنمو هذا النوع من الاستثمار.
وأشهر تصنيفات #حقوق_الملكية_الفكرية #حق_المؤلف مثل حق المبدع من مؤلفاته الفنيّة والأدبيّة كالأفلام وأعمال النحت واللوحات والأعمال المُوسيقيّة والكُتب. أما «براءة الاختراع» فهي اعتراف يُقدّم لصاحب الاختراع بحق التصرف باختراعه ومنع التعرّض له من استعمال أو بيع أو استخدام من دون موافقته، و#العلامات_التجاريّة هي رموز تُستخدم لتمييز الشركات سواء الخدمية أو الانتاجية. و«الرسومات والتصميمات الهندسية»، وأخيراً «المُؤشرات الجُغرافيّة» وهي الإشارات التي تتبع بشُهرة أو صفات بلد أو منطقة معينة. الملكية الفكرية هي حماية فكرتك ورؤيتك وإنتاجك والدفاع عن مساحتك التنافسية. والحق في استبعاد الآخرين وأخذ مركز آمن في السوق. والعلامات التجارية هي التي تميز المنتج أو الخدمة وتضمن الجودة وتسهل المراقبة.
منظمة الـ wipo# في جنيف تهتم بتكوين نظام دولي متوازن وفعّال للملكية الفكرية يشجع الابتكار والإبداع لفائدة الجميع. بدأت عملها منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، وسبقت هذا التاريخ اتفاقات دولية في العصر الحديث مثل «اتفاقية باريس» لحماية الملكية الصناعية في 1883، و«اتفاقية برن» لحماية المصنفات الأدبية والفنية 1886. في كل دولة دائرة تختص بحقوق الملكية الفكرية، ففي مصر مثلاً إدارة حقوق التأليف في المجلس الأعلى للثقافة، وفي وزارة البحث العلمي إدارة تختص ببراءات الاختراع، وفي وزارة الصناعة إدارة العلامات التجارية، بينما في الكويت نجد في وزارة التجارة والصناعة دائرة تختص بالعلامات التجارية وبراءات الاختراع، وفي مكتبة الكويت الوطنية إدارة تختص بحقوق التأليف.
والسؤال الآن: هل القيام بهذه الإجراءات يحفظ حقوقي أو بشكل أدق يعطيني حقي؟
الفضاء الرقمي رغم أنه وجّه للاستثمار في الابتكارات وتسبب في تعاظم ربحيتها، لكنه في الوقت نفسه أدى إلى سرعة قرصنتها.
دعم القرصنة أمر خطير، فحين نشتري السلع المقرصنة أو حتى المقلدة نساهم في خسارة أو قتل مبدع، بالإضافة للخسارة المادية التي تضر بالاقتصاد.
حقوق الملكية الفكرية تحتاج إلى بذل جهد دولي أكبر لمحاربة القرصنة، سواء كانت القرصنة من شركات كبرى أو من أفراد، وسواء كانت باستغلال ثغرات قوانين بعض الدول أو باستغلال المقرصن حماية قانونية تتيحها له قوانين بعض الدول.
دعم أصحاب الإبداعات والابتكارات وتوفير آليات لحماياتهم والاستثمار فيهم محلياً أمر يجب أن يستوعبه مشروع قومي، إنها ثروة يجب ألا تكون معطّلة ولا مهملة.
----------
صالح الغازي: حقوق الملكية الفكرية
بين القرصنة والحماية
نشر المقال 25 مايو 2021
في صحيفة القبس
رابط المقال
تعليقات
إرسال تعليق